للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأربعاء ثالث ربيع الأول، وجلس الخليفة في التاج على دجلة [١] وأوصل الوزير وولداه إلى حضرته فقال للوزير: الحمد للَّه جامع الشمل بعد شتاته، وواصل الحبل بعد بتاته، ثم خلع عليهم وركبوا في يوم الجمعة سادس ربيع الأول إلى جامع المدينة في موكب كبير، والناس يضجون بالدعاء والسرور به، ومدحه ابن الفضل فقال [٢] :

قد رجع الحق إلى نصابه ... وأنت من دون الورى أولى به

ما كنت إلا السيف سلته يد ... ثم أعادته إلى قرابه

٥٧/ أ/ هزّته حتى إذا رأته [٣] صارما ... رؤيته تغنيك عن ضرابه

أكرم بها وزارة ما سلمت ... ما استودعت إلا إلى أربابه

مشوقة إليك مذ فارقتها [٤] ... شوق أخي الشيب إلى شبابه

[حاولها قوم ومن هذا الّذي ... يخرج ليثا حادرا من غابه [٥]]

يدمى أبو الأشبال من زاحمه ... في خيسه بظفره ونابه

وهل رأيت أو سمعت لابسا ... ما خلع الأرقم من ثيابه

إن الهلال يرتجى طلوعه ... بعد السرار ليلة احتجابه

والشمس لا يوءس من طلوعها ... وإن طواها الليل في جلبابه

ما أطيب الأوطان إلا أنها ... أحلى عليه أثر اغترابه

لو قرب الدر على جالبه ... ما لجج الغائص في طلابه

ولو أقام لازما أصدافه ... لم تكن التيجان في حسابه

ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه ... إلا وراء الهول من عبابه [٦]

من يعشق العلياء يلق عندها ... ما لقى المحب من أحبابه

طورا صدودا ووصالا مرة ... ولذة الوامق في عتابه


[١] «على دجلة» سقطت من ص.
[٢] من هنا ساقط من ت، وينتهي السقط عند ما نشير له في الهامش قريبا.
[٣] في ص: «حتى أبصرته» .
[٤] من هنا خرم في: ص، ينتهي في منتصف أحداث السنة التالية، وسنشير إلى ذلك هناك.
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] في الأصل: «عيابه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>