للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجنبه، وسار قاصدا لملك الروم وأنفذ أحد الحجاب في جماعة من الغلمان مقدمة له، فصادف عند خلاط صليبا تحته عشرة آلاف من الروم [١] فحاربهم فنصر عليهم، وأخذ الصليب، وهربوا بعد أن أثخنوا قتلا وجراحًا، وحمل مقدمهم إلى السلطان فأمر بجدع ٦١/ ب أنفه، وأنفذ الصليب وكان خشبا وعليه فضة وإقطاع/ من الفيروزج، وإنجيلًا كان معه في «سفط» من فضة إلى «همذان» [٢] ، وكتب معه إلى نظام الملك بالفتح، وأمر أن يحمل إلى حضرة الخلافة.

ووصل ملك الروم فالتقيا بموضع يقال له «الرهوة» في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة، وكثر عسكر الروم وجملة من كان مع السلطان يقاربون عشرين ألفا، وأما ملك الروم فإنه كان معه خمسة وثلاثون ألفا من الإفرنج وخمسة وثلاثون ألفا مائتين [٣] بطريق، ومتقدم مع كل رجل منهم بين ألفي فارس إلى خمسمائة، وكان معه خمسة عشر ألفا من الغز الذين من وراء القسطنطينية، ومائة ألف نقّاب وحفّار، و [مائة] [٤] ألف روزجاري، وأربعمائة عجلة تجرها ثمانمائة جاموسة عليها نعال ومسامير للدواب، وألف عجلة [٥] عليها السلاح والسروج والعرادات والمجانيق، منها منجنيق يمده ألف رجل ومائتا رجل.

فراسل السلطان ملك الروم بأن يعود إلى بلاده وأعود أنا، وتتم الهدنة بيننا التي توسطنا فيها الخليفة، وكان ملك الروم قد بعث رسوله يسأل الخليفة أن يتقدم إلى السلطان بالصلح والهدنة، فعاد جواب ملك الروم بأني قد أنفقت الأموال الكثيرة، وجمعت العساكر الكثيرة للوصول إلى مثل هذه الحالة، فإذا ظفرت بها فكيف أتركها، هيهات لا هدنة إلا بالري، ولا رجوع إلا بعد أن أفعل ببلاد الإسلام مثل ما فعل ببلاد الروم.


[١] «وأنفذ أحد الحجاب في جماعة من الغلمان مقدمة له فصادف عند خلاط صليبا تحته عشرة آلاف من الروم» هذه العبارة سقطت من ص.
[٢] في الأصل: «حمدان» .
[٣] في ص: «وخمسة وثلاثون ألفا (بياض) في مائتين بطريق ... » .
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٥] «تجرها ثمانمائة جاموسة عليها نعال ومسامير للدواب، وألف عجلة» سقطت هذه العبارة من ص، ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>