للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه من كبس داره وأفلت، وعبر إلى الحريم إلى ابن أبي موسى الهاشمي شاكيا ما لقي، واجتمع الحنابلة في جامع القصر من الغد فأقاموا فيه مستغيثين، وأدخلوا معهم الشيخ أبا إسحاق [١] الشيرازي وأصحابه، وطلبوا قلع المواخير/ وتتبع المفسدات ومن يبيع ٦٩/ أالنبيذ، وضرب دراهم تقع المعاملة بها عوض القراضة، فتقدم أمير المؤمنين بذلك، فهرب المفسدات، وكبست الدور، وارتفعت الأنبذة، ووعد بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة برفعها، والتقدم بضرب دراهم يتعامل بها، فلم يقتنع أقوام منهم بالوعد، وأظهر أبو إسحاق الخروج من البلد فروسل برسالة سكتته.

وحكى أبو المعالي صالح بن شافع عمن حدثه أن الشريف أبا جعفر رأى محمد ابن الوكيل حين غرقت بغداد في سنة ست وستين، وجرى على دار الخلافة العجائب، وقد جاء ببعض الجهات إلى الترب بالرصافة أو غيرها من تلك الأماكن، وهم على غاية التخبيط، فقال له الشريف: يا محمد يا محمد، قَالَ: لبيك يا سيدنا. قَالَ. كتبنا وكتبتم، وجاء جوابنا قبل جوابكم- يشير إلى قوله «سأكتب في رفع المواخير» ويريد بالجواب الغرق وما فيه.

وفي هذا الوقت غلت الأسعار، وتعذر اللحم ووقع الموتان في الحيوان، حتى إن راعيا في بعض طريق خراسان قام عند الصباح إلى غنمة ليسوقها فوجدها موتى.

ووقع سيل عظيم، وبرد كثير في طريق خراسان، وكان في المكان المسمى بباغ [٢] ثلاثة آلاف وخمسمائة جريب حنطة وشعيرا فبرد [٣] ونسفته الريح [٤] فلم يشاهد له أثر، وانقلع شجر التوت العظيم من أصله، وإحدى عشرة نخلة، وقام في ساقية من البرد إلى فخذ الإنسان [٥] ، واحضر قوم من قردلى بندقا من الطين قد وقع مع البرد كبيضة العصفور طيب الرائحة.


[١] في ص: «وأدخلوا عليهم أبا إسحاق» .
[٢] في ت: «وكان في الموضع المسمى تباع ثلاثة آلاف» .
[٣] في ص: «وخمسمائة جريب حنطة وشعير فرد» .
[٤] في ت: «وأنسفته الريح» .
[٥] في الأصل: «إلى فخذ الرجل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>