للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد نفق على السلطان كثيرا حتى عول عليه، واطرح نظام الملك، وضمن أبو المحاسن النظام بألف ألف دينار، فعرف النظام بذلك، فصنع سماطا ودعا السلطان إليه وخلا به بعد أن أقام مماليكه والأتراك على خيولهم، وكانوا أكثر من ألف غلام، وقال له: إن [قيل لك] [١] أيها السلطان إنني آخذ عشر أموالك وارتفق بالشيء من أعمالك وعمالك فإنني أخرجه إلى هذا العسكر الذي تراه بين يديك، فإن جامكيتهم تشتمل على مائتي ألف [٢] دينار في كل سنة، وطرح بين يده ثبتا بما يتحصل له كل سنة، وأنه ما يكون أكثر من هذا المقدار، وقال: لو لم افعل هذا لاحتجت أن يخرج لهم كل سنة من خزانتك، وقد جمعتهم بسلاحهم، فتقدم بنقلهم إلى من تراه من الحجاب، ويكون هذا العشر الذي آخذه منصرفا إليهم، وأخلص من التعب، ومع هذا فقد خدمت جدك واباك وشيخت [٣] في دولتكم، وأنا والله مشفق من مضيك على ما أنت عليه، وخائف من عقبى ما أنت خائض فيه، وحمل من الجواهر وغيرها ما ملأ به عينه، وضمن له استخراج مال آخر من ١١٠/ ب المتكلمين عليه، فأطلعه السلطان على ما جرى في معناه وحلف له/، وقبض على أبي المحاسن وحمله إلى قلعة ساوة، وقورت عيناه بالسكين، وحملت إلى السلطان، فتقدم بطرحهما لكلب الصيد، وأخذ من ابن أبي الرضا مائتي ألف دينار.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٥٢٧- الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي

[٤] .

ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتفقه بفارس على أبي الفرج ابن البيضاوي،


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «تشتمل على ألوف دنانير» .
[٣] في الأصل: «وسميت» .
[٤] في ت: «إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق الفيروزآبادي الشيرازي» وكذلك في ص. وفي الأصل: «الفيروزآبادي» أتت في آخر الاسم.
انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٢٤، ١٢٥. وشذرات الذهب ٣/ ٣٤٩، ٣٥٠، ٣٥١.
وطبقات السبكي ٣/ ٨٨. ووفيات الأعيان ١/ ٢٦. والأعلام ١/ ٥١. والكامل ٨/ ٤٣٢. وتاريخ نيسابور ت ٢٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>