للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمراء، كان الولد قد واطأهم على قتل أبيه لينفرد بالملك، فوشى بذلك خازن أحد الأمراء، فأخذ الأربعة، وضرب رقابهم وصلبهم، وعفى أثر ولده، فقال قوم: قطع عنه القوت فمات، وقال قوم: غرقه، وقال قوم: دفنه حيا، وكان بدر هذا قد نفى عن مصر والقاهرة كل من وقعت عليه سيماء العلم بعد أن قتل خلقا كثيرا من العلماء، وقال:

العلماء أعداء هذه الدولة هم الذين ينبهون العوام على ما يقولونه، ونفى مذكري أهل السنة، وحمل الناس أن يكبروا خمسا على الجنائز، وأن يسدلوا أيمانهم في الصلاة، وأن يتختموا في الأيمان، وأن يثوبوا في صلاة الفجر «حي على خير العمل» وحبس أقواما رووا فضائل الصحابة.

[زيادة نيل مصر]

وزاد نيل مصر في هذه السنة زيادة لم يعهدوها منذ سنين وكثر الخصب.

[عودة الفتن بين أهل الكرخ والسنة]

وفي ذي الحجة عادت [١] الفتن بين أهل الكرخ والسنة، وأحرق شطر من الكرخ ومن باب البصرة، وعبر الشحنة فأحرق من باب البصرة، وقتل هاشميا فعبر أهل باب البصرة إلى الديوان، ورجموا المتعيشين في الحريم، وغلقوا الدكاكين، فنفذ من منع الشحنة منهم، وأصلح بينهم.

ومما حدث في هذه السنة: أن رجلا من الهاشميين يقال له: ابن الحب كانت له بنت فهويها جار لهم وهويته فافتضها، فدخل أبوها فرآها على تلك الحال فغشي عليه، ثم أفاق بعد زمان وجرد سيفا وعدا ليقتلها، فهربت إلى جيرانها، ثم ظفر بها فسألها عن الحال فاعترفت [٢] ، فمضى إلى الديوان في جماعة من الهاشميين يستنفر على الرجل، فلم تثبت له بينة ولا أقر الرجل، فحبس الشريف ابنته في بيت، وسد عليها الباب، وكان لها أخ يرمي إليها من روزنة البيت يسيرا من القوت فعلم فعلم أبوها فأخرجه من الدار، فبقيت أياما ليس لها قوت فماتت.

ومما حدث: أن قوما وقعوا على حاج مصر فقتلوا خلقا كثيرا منهم، وأخذوا أموالهم، وعاد من سلم غير حاج، وخرج توقيع من المقتدى بأمر الله بنقض ما علا من دور بني الحرر [اليهود] [٣]


[١] في ص: «ثارت»
[٢] في الأصل «فأخبرته»
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>