للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العفاف والديانة والثقة والصيانة قلده المظالم، وقد أخذ عليه [تقوى] [١] الله وطاعته والسعي في كل ما كان يزلفه عنده ويقربه من أمير المؤمنين» فكان كل ما قرئ هذا قبل الأرض، ثم خرج فجلس بباب النوبي، ثم دعا الأمراء بالمعروف فكانوا أعوانه، وكان صيّنا نزها.

[ثوران الفتنة بين السّنّة والشيعة]

٢٤/ أوفي هذا الشهر: ثارت الفتنة بين السنة والشيعة/، وقتل جماعة منهم أبو الحسن بن المهتدي الخطيب، وكانت الوقعة بين جامع المنصور والقنطرة العتيقة، فتولى قتال أهل السنة العميد والشحنة، ثم حاصر الطائفتان أياما فلم يقدر أحد أن يظهر، فجبي لهما مال تولى جبايته النقيبان، فتقدم أمير المؤمنين بالقبض على النقيبين [فحبس النقيبين] [٢] ، فأنكرا ما فعلا، وألزم العميد الشحنة رد ما أخذا.

وفي هذا الشهر: قدم خدم ابن أبي هاشم [من مكة] [٣] بخرق الدم معلقة على حراب الأضاحي، وخرج حجاب الديوان لتلقيهم، وعادوا والقراء بين أيديهم، فنزلوا وقبلوا العتبة الشريفة، وصاروا إلى دار الضيافة، فأدر عليهم ما جرت به العادة.

وبعث في هذه السنة صفائح ذهب وفضة لتعلق [٤] على الباب ففعل ذلك، وقلع كل ما كان [على الباب مما] [٥] عليه اسم صاحب مصر، وكتب اسم المقتدى.

وفي صفر أيضا: دخل عريف الصناع والفعلة والصناع معه على العادة إلى دار الخلافة، فخرج المقتدي باللَّه [٦] يمشي في الدار، فخرج إليه ثلاثة من الرجال فقبلوا الأرض وقالوا: نحن رجال من رؤساء نهر الفضل صودرنا وعوقبنا، ولنا أربعة أشهر على الباب لم ينجز لنا حال، فتوصلنا إلى أن دخلنا في حد الروز جارية فقال: فمن فعل بكم هذا؟ قالوا: ابن زريق الناظر بواسط، فوعدهم الجميل فخرجوا، وتقدم من ساعته


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] في ص، ت: «لتطبق» .
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] «باللَّه» سقطت من ص، ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>