للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كنيسة الخان، وفتتت أسطوانة حتى صارت رميما، وسقط منها مثل كباب القطن الكبار نارا، فخر الناس على وجوههم، وسقطت أخرى بخرابة ابن جردة فقتلت غلاما تركيا، وسقطت أخرى على جبل آمد فصار رمادا، ووقعت صواعق في البرية لا تحصى في ديار الشام.

[كثرة الوحول في الطرقات]

وفي رمضان: كثرت الوحول في الطرقات، فأمر أمير المؤمنين بتنظيفها، وأقيم عدد من الفعلة لتنظيفها [١] ومائة من البهائم لنقلها.

وفي أول يوم من شوال: حضر الموكب النقيبان والأشراف والقضاة والشهود، فنهض بعض المتفقهة وأورد أخبارا في مدح الصحابة، وقال: ما بال الجنائز تمنع من ذكر الصحابة عليها بمقابر قريش وربع الكرخ [والسنة ظاهرة] [٢] ويد أمير المؤمنين الباسطة القاهرة [٣] . فطولع بما قَالَ، فخرج [التوقيع] [٤] بما معناه: أنهى ما ارتكب بمقابر قريش من إخمال [٥] ذكر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي عنهما، وتورطهم في هذه الجهالة، واستمرارهم على هذه الضلالة التي استوجبوا بها النكال، واستحقوا العظيم الخزي والوبال، وإنما يتوجه العتب في ذلك نحو نقيب الطالبيين ولولا ما تدرع به من جلباب الحلم [٦] ، وأسباب يتوخاها لتقدم في فرضه ما يرتدع به الجهال، فليؤجر بإظهار ١٢٥/ ب شغل السنة في مقابر باب التبن وربع الكرخ من ذكر الصحابة/ على الجنائز، وحثهم على الجمعة والجماعة، والتثويب «بالصلاة خير من النوم» وذكر الصحابة على مساجدهم ومحاريبهم أسوة بمساجد السنة، والتقدم بمكاتبة ابن مزيد ليجري على هذه السّنّة [٧] في بلاده فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ٢٤: ٦٣ [٨] .


[١] «لتنظيفها» سقطت من ص.
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] في ص: «ويد أمير المؤمنين قاهرة» .
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٥] في الأصل: «احتمال» .
[٦] في ص، ت: «الحكم»
[٧] في ص، ت: «السيرة» .
[٨] سورة النور، الآية: ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>