للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مزيد بإنفاذ جند، ففعل وخلع عليهم، وجعل عليهم، أبو الحسن الفاسي، فنقض دور الذين قتلوا العلوي، وحلق شعور من ليس بشريف ولا جندي/، وقتل قوم، ونفي قوم، ١٣٦/ ب فسكنت الفتنة.

قَالَ المصنف: ونقلت من خط أبى الوفاء بن عقيل قَالَ: عظمت الفتنة الجارية بين السنة وأهل الكرخ، فقتل فيها نحو مائتي قتيل، ودامت شهورا من سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وانقهر الشحنة، واتحش السلطان، وصار العوام يتبع بعضهم بعضا في الطرقات والسفن، فيقتل القوى الضعيف، ويأخذ ماله، وكان الشباب قد أحدثوا الشعور والجمم، وحملوا السلاح، وعملوا الدروع، ورموا عن القسي بالنشاب والنبل، وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم على السطوح، [وارتفعوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم] [١] ، ولم أجد من سكان الكرخ من الفقهاء والصلحاء من غضب ولا انزعج عن مساكنتهم، فنفر المقتدي إمام العصر نفرة قبض فيها على العوام، وأركب الأتراك، وألبس الأجناد الأسلحة، وحلق الجمم والكلالجات، وضرب بالسياط، وحبسهم في البيوت [٢] تحت السقوف، وكان شهر آب، فكثر الكلام على السلطان وقال العوام:

هلك الدين مات السنة، ونصبت البدعة، ونرى أن الله ما ينصر إلا الرافضة فنرتد عن الإسلام.

قَالَ ابن عقيل: فخرجت إلى المسجد وقلت: بلغني أن أقواما يتسمون بالإسلام والسنة قد غضبوا على الله وهجروا شريعته، وعزموا على الارتداد وقد ارتدوا، فإن المسلمين أجمعوا على أن العزم على الكفر كفر، فلقد بلغ الشيطان منهم كل مبلغ حيث دلس عليهم نفوسهم، وغطى عيوبهم، وأراهم أن إزالة النصرة عنهم مع استحقاقهم لها، ولم يكشف عن عوار أديانهم حيث صب عليهم النعم صبا، وأرخص أسعارهم، وأمن ديارهم، وجعل سلطانهم، رحيما لطيفا، وجعل لهم [٣] وزيرا صالحا يجتهد في ٣٧/ أإخراج الحكومات المشتبهة إلى الفقهاء ليخلص [٤] دينه من التبعات، ويأخذ الإجماع


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «وحبسهم في العوق» .
[٣] في الأصل: «وجعل له»
[٤] في ص، ت: «ليسلم»

<<  <  ج: ص:  >  >>