للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين رجب [١] فأخرج، وحمل إلى داره، واخرجت جنازته من الغد فصلى عليه، ثم حمل إلى مقبرة باب حرب.

٣٦٧٣- المعمر بن محمد بن المعمرين أحمد بن محمد، أبو الغنائم [٢] الحسيني الطاهر، ذو المناقب، نقيب الطالبيين

[٣] :

وكان جميل الصورة، كريم الأخلاق، كثير التعبد، لا يحفظ عنه أنه آذى مخلوقا، ولا شتم حاجبا [٤] ، وسمع الحديث ورواه، وتوفي بداره بالكرخ بنهر البزازين ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الأول، وحمل من الغد إلى الجامع المنصور فصلى عليه، ثم حمل إلى مشهد مقابر قريش فدفن به، ومات عن اثنتين وسبعين سنة، ولى النقابة منها اثنتين وثلاثين سنة وثلاثة أشهر، وتولى مكانه ابنه أبو الفتوح حيدرة، ولقب بالرضى ذي الفخرين، ورثاه أبو عبد الله بن عطية بأبيات منها:

هل ينفعن من المنون [٥] حذار ... أم للإمام من الردى أنصار

هيهات ما دون الحمام إذا دنا ... وزر ولا يسطاع منه حذار

نفذ القضاء على الورى من عادل ... في حكمه وجرت به الأقدار

ما لي أرى الآمال تخدع بالمنى ... عدة تطول وتقصر الأعمار

والناس في شغل وقد أفناهم ... ليل يكر عليهم ونهار

ويد المنية شثنة مبسوطة ... في كل أنملة لها أظفار

لو كان يدفع بطشها [٦] عن مهجة ... ويرد حتفا معقل وجدار

لفدت ربيعة ذا المناقب واشترت ... حُبًّا له طول البقاء نزار

خرجت ذرى المجد المنيف وأصبحت ... عرصات ربع المجد وهي قفار


[١] في ص: «سادس عشر رجب» .
[٢] في المطبوعة: «أبو القائم» .
[٣] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٥٥) .
[٤] في الأصل: «ولا شتم صاحبا» .
[٥] في الأصل: «هل يشفعن من المنون» .
[٦] في الأصل: «لو كان يرفع بطشها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>