للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجميل، فقال: يا بني، قد استوزرت ابن المسلمة، وابن دارست، وغيرهما، فما رأيت مثل ابن جهير. وكان عميد الدولة قد خدم ثلاثة خلفاء، ووزر لاثنين منهم، تقلد وزارة المقتدي في صفر سنة اثنتين وسبعين فبقي فيها خمس سنين، ثم عزل بالوزير أبي ٢٥/ ب شجاع، ثم عاد بعد عزل أبي شجاع/ في سنة أربع وثمانين، فلم يزل إلى أن مات المقتدي، ثم دبر المستظهر التدبير الحسن ثماني سنين وأحد عشر شهرا وأربعة أيام، وكان عيبه عند الناس الكبر، وكانت كلمه معدودة، فإذا كلم شخصا قام ذلك مقام بلوغ الأمل [١] ، حتى أنه قال يوما لولد أبي نصر بن الصباغ: اشتغل وأدأب، وإلا كنت صباغا بغير أب: فلما نهض المقول له ذلك من مجلسه هنأه الناس بهذه العناية، ثم آل أمره إلى أن قبض عليه وحبس في باطن دار الخلافة، فأخرج من محبسه ميتا [٢] في شوال، فحمل إلى داره فغسل بها، ودفن في التربة التي استجدها في قراح ابن رزين، وكان فيها قبور جماعة من ولده، ومنع أصحاب الديوان دفنه، وأخذوا الفتاوي بجواز بيع تربته لأنه لم يثبت البينه بأنه وقفها ولم يتم لهم ذلك.

٣٧٠٥- محمد بن صدقة بن مزيد، أبو المكارم، الملقب بعز الدولة، وأبوه سيف [٣] الدولة:

كان ذكيا شجاعا، فتوفي وجلس الوزير عميد الدولة في داره للعزاء به ثلاثة أيام، للصهر الذي كان بينهما، وخرج إليه في اليوم الثالث توقيع يتضمن التعزية له والأمر بالعود إلى الديوان، فعزاه قائما، وخرج قاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني إلى حلة سيف الدولة برسالة من دار الخلافة تتضمن التعزية لأبيه، واتفق في مرضه أنه أتى أبوه [٤] بديوان أبي نصر بن نباتة، فبصر في توقيع قصيدة، قال يعزي سيف الدولة [٥] أبا الحسن علي بن حمدان ويرثى ابنه أبا المكارم محمدا، فأخذ من حضره المجلدة من


[١] في الأصل: «فإذا كلم شخصا كان ذلك عنده مقام بلوغ الأمل» .
[٢] في الأصل: «فأخرج من مجلسه ميتا» .
[٣] في الأصل: «وأبوه بسيف الدولة»
[٤] في الأصل: «في مرضه أنهم أقوه» .
[٥] في ص: «في توقيع سيده، قال: تعزية سيف الدولة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>