للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمع العساكر وبعث إلى يرنقش يقول له: قد علمنا في أي أمر جئت، وقد كنا تركنا البلد مع الشحنة والعميد ولم نعارضهما فلما جئت أنت بهذه الأمور الصعبة فما بيننا وبينك إلا الممانعة، وانزعج أهل بغداد وباتوا تحت السلاح، وحفظ [أهل] البلد [١] ، ونقل الناس إلى دار الخليفة ودار خاتون، وقيل للخليفة: إنهم قد عزموا على كبس البلد [وقت الصلاة فركب العسكر، وحفظ الناس البلد] [٢] ، وقطع الجسر وحمل إلى باب الغربة وجرى في أطراف البلد قتال شديد ثم أصبح العسكر قد انقشعوا عن البلد [٣] ، وأصبح الناس يتشاغلون بعمارة السور.

١٣٤/ ب وفي مستهل صفر: / وصل زنكي ويرنقش البازدار وإقبال وإياز صاحب محمود وعليهم ثياب العزاء، وحسنوا للراشد الخروج فأجابهم، واستوزر أبا الرضا ابن صدقة واجتمعوا على حرب مسعود، وجاء داود بن محمود بن محمد وأقام بالمزرفة.

فلما كان يوم الثلاثاء رابع صفر دخل داود دار المملكة، وأظهر العدل فبعث الراشد أرباب الدولة إليه ومعهم هدية، فقام ثلاث مرات يقبل الأرض.

ووصل صدقة بن دبيس في ثاني عشر صفر، وقبل الأرض بازاء التاج، وقال: أنا العبد ابن العبد قد جئت طائعا لأمير المؤمنين، وكان ابن خمس عشرة سنة.

فلما كان يوم الجمعة رابع عشر صفر: قطعت خطبة مسعود وخطب لداود، وقبض على إقبال الخادم ونهب ماله وانزعج العسكر لإجله ونفذ زنكي، وقال: هذا جاء في صحبتي وبقولي ولا بد من الإفراج عنه. ووافقه على ذلك البازدار، وغضب كجبه فمضى إلى زنكي فرتب مكانه غيره واستشعر كله وخافوا، وجاء أصحاب البازدار فخربوا عقد السور وأشرف البلد على النهب وغلا السعر، وجاء زنكي فضرب بازاء التاج، وسأل في إقبال سؤالا تحته إلزام، فأطلق فخرج يوم الاثنين من باب العامة وعلى رأسه قلنسوة كبيرة سوداء وعليه فروة في زي المكارية، فمضى إلى زنكي فوقعت


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] في الأصل تكررت هنا: «وجرى في أطراف البلد قتال شديد ثم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>