للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رابع ربيع الآخر خرج الخليفة إلى الكشك وصلى يوم الجمعة في جامع ٨٦/ أالمهدي وظهر في/ هذه الأيام [١] بين العوام الشتم والسب بسبب القرآن وكان ابن المشاط بعد في بغداد وكان يجلس في الجامع فيقال له: الم ٢: ١ كلام الله؟ فيقول: لا.

فقيل له: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ٩٥: ١؟ فقال: التين في الريحانيين والزيتون يباع في الأسواق.

وفي ربيع الآخر هرب عز الدين محمد بن الوزير بن هبيرة وكان محبوسا ونصب سلما وصعد عليه في جماعة فغلقت أبواب [دار الخليفة] [٢] ونودي عليه في الأسواق وأن من أطلعنا عليه فله كذا ومن أخفاه أبيح ماله فجاء رجل بدوي فأخبرهم أنه في جامع بهليقا وكان ذلك البدوي صديقا للوزير فأطلعه هذا الصبي على حاله فضمن له أن يهرب به فلما أخذ ضرب ضربا وجيعا وأعيد إلى السجن ثم رمى في مطمورة. وحدثني بعض الأتراك وكان محبوسا عندهم أنهم صاحوا بابن الوزير من المطمورة فتعلق بحبل وصعد فمدوه وجلس واحد على رجليه وآخر على رأسه وخنق بحبل ومنع القصاص كلهم من القصص في أواخر جمادى الآخرة.

٨٦/ ب

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٤٢٥٨- الحسن بن العباس بن أبي الطيب بن رستم، أبو عبد الله الأصبهاني

[٣] .

قال عبد الله الحياني الشيخ الصالح: ما رأيت أحدا أكثر بكاء من الحسن الأصبهاني. قال وسمعت محمد بن سالار أحد أصحابه يقول سمعت شيخي أبا عبد الله [٤] ابن الرستمي يقول وقفت على ابن ما شاذة وهو يتكلم على الناس فلما كان الليلة رأيت رب العزة في المنام وهو يقول يا حسن وقفت على مبتدع ونظرت إليه وسمعت كلامه لأحرمنك منك النظر في الدنيا فاستيقظت كما ترى.


[١] أعاد الناسخ الأحداث مرة أخرى من أول: «وفي هذه الأيام ظهر من الروافض ... »
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب ٤/ ١٩٧. والبداية والنهاية ١٢/ ٢٥١) .
[٤] في الأصل: «أبا عبد الرحمن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>