للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن [١] خرجت القرعة عَلَيْهِ أحضروه صغيرا كان أو كبيرا، فلما كان يوم الفجار اقترعوا بين بني هاشم، فخرج منهم العباس، وكان صغيرا فأجلسوه [٢] عَلَى الفرس

. وأما عَبْد مناف

فاسمه المغيرة، وكان يقال له: القمر من جماله وحسنه، وكان قصي فيما زعموا يقول: ولد لي أربعة فسميت اثنين بصنمي، [وواحدا بداري، وواحدا بنفسي، وهم:

عَبْد مناف، وعَبْد العزّى) ، [٣] وعبد الدار، وعَبْد قصي، أمهم جميعا: حبى بنت حليل بْن حبشية [٤] الخزاعي.

ودفعت ولدها عَبْد مناف إِلَى مناف [٥] ، وكان أعظم أصنام مكة تدينا بذلك، فغلب عَلَيْهِ عَبْد مناف، وله قيل:

كانت قريش بيضة فتفلقت ... فالمح خالصة لعَبْد مناف

[٦] وكانت الرئاسة فِي بني عَبْد مناف، والحجابة فِي بني عبد الدار، فأراد بنو عَبْد مناف أن يأخذوا ما بيدي بني عَبْد الدار، فحالف بنو عَبْد الدار بني سهم وَقَالُوا لهم: امنعونا من بني عَبْد مناف، فلما رأت ذلك أم حكيم بنت عَبْد المطلب عمدت إِلَى جفنة فملأتها خلوقا، ثم وضعتها فِي الحجرة وَقَالَت: من تطيب بهذا فهو منا. فتطيب به بنو عَبْد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم، فسموا المطيبين. فلما سمعت بذلك بنو سهم نحروا جزورا وَقَالُوا: من أدخل يده [فِي دمها] [٧] فهو منها. فأدخلت أيديها: بنو عَبْد الدار، وبنو سهم، وجمح، وعدي، ومخزوم، فلما فعلوا ذلك وقع الشر، وسموا


[١] في ت: «فيمن» .
[٢] في ت: «وهو صغير فأجلس» .
[٣] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٤] في الأصل: حبّى بنت الحليل بن حبيب.
[٥] «إلى مناف» سقط من ت.
[٦] تاريخ الطبري ٢/ ٢٥٤. والبيت في أمالي المرتضى ٢/ ٢٦٨. والروض الأنف ١/ ٩٤.
[٧] في الأصل: «من أدخل يده فهو منا» . وفي ت: «من أدخل في دمها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>