للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكة فلما فرغ من الحج [١] أقام بها، فخطب إِلَى [٢] حليل بْن حبشية الخزاعي ابنته حبى، فزوجه وكان حليل يلي أمر مكة، فولدت له: عَبْد الدار، وعَبْد مناف، وعَبْد العزى، وعَبْد قصي، فلما انتشر ولده، وكثر ماله، وعظم شرفه/ هلك حليل [بْن حبشية] [٣] فرأى قصي أنه أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة وبني بكر، وأن قريشا صريح ولد إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم، فكلم رجالا من قريش وبني كنانة ودعاهم إِلَى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة، فلما قبلوا منه دعاهم إليه وبايعوه عَلَى ذلك، كتب إِلَى أخيه من أمه رزاح بْن ربيعة- وهو ببلاد [٤] قومه- يدعوه إِلَى نصرته والقيام معه، فقام رزاح فِي قضاعة، فدعاهم إِلَى نصر أخيه فأجابوه.

وبعض الرواة يقول: إن حليلا لما ثقل [جعل] [٥] ولاية البيت إِلَى ابنته حبى فقالت: إني لا أقدر عَلَى فتح الباب وإغلاقه. قَالَ: فإني أجعل الفتح والإغلاق إِلَى رجل. فجعله إِلَى أبي غبشان- وهو سليم بْن عمرو- فاشترى قصي ولاية البيت منه بزق خمر وبعود [٦] .

وقيل: بل [٧] بزق وكبش. فَقَالَ الناس: أخسر من صفقة أبي غبشان فذهبت مثلا، قَالَ الشاعر:

أَبُو غبشان أظلم من قصي ... وأظلم من بني فهر خزاعة

فلا تلحوا قصيا فِي شراة ... ولوموا شيخكم إن كان باعه

ثم إن قصيا قاتل [٨] خزاعة فجلت عَنْ مكة، فولي قصي البيت وأمر مكة والحكم


[١] في الأصل: «الحاج» .
[٢] في الأصل: «فخطب الناس إلى» .
[٣] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٤] في ت: «ببادية» .
[٥] في الأصل: «أن حليلا لم يقل ولاية» .
وفي ت: «أن حليلا لما قتل ولاية» .
[٦] العود: المسنّ من الإبل. وإلى هنا ما في الطبري ٢/ ٢٥٥- ٢٥٦.
[٧] «بل» سقطت من ت.
[٨] في الأصل: «عامل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>