للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غرقها ثم أنها خلصت [١] من الماء، فأتت بعض الديارات التي عَلَى شاطئ الفرات، فآوت إليه، وأعلمت الرهبان أنها قد وهبت نفسها للَّه تعالى، فأحسنوا إليها، فلما استقر الملك لأبرويز بعد أبيه هرمز وجه برسله إِلَى قيصر، فاجتاز الرسل بالدير، فسألت شيرين عَنْ ذلك، فأعلمت أن القوم [٢] رسل أبرويز الملك، ومعهم هدايا إِلَى قيصر، وأخبروها بملكه وما آل إليه أمره، فوجهت إِلَى رئيس الرسل متنصحة له [٣] تخبره أنها أمة الملك أبرويز، وسألته إيفاد رسول إليه تخبره بمكانها، ووجهت [معه] [٤] بذلك الخاتم فأنفذ الرجل رسوله قاصدا إِلَى الملك يخبره [٥] خبر شيرين ومكانها والخاتم، فلما ورد الرسول عَلَى أبرويز أمر للرسول بمال عظيم، وجعل له رتبة جليلة [٦] ببشارته، ووجه معه بخدم ومراكب وهوادج وكساء وحلي وطيب ووصائف، حَتَّى أتوه بشيرين، فورد عَلَيْهِ من الفرح ما لم يفرح بشَيْء مثله، وكانت من أكمل النساء كمالا وجمالا وبراعة، وذكر أبرويز أنه ما جامعها قط إلا وجدها كالعذراء، وكان قد شرط عَلَى نفسه أن لا يأتي حرة ولا أمة مرة واحدة إلا أتاها قبل [ذلك] [٧] ، وعهد كل واحد لصاحبه أن لا يجتمع مع أحد لباضعه، فلما هلك أبرويز أرادها شيرويه فأبت، وعرفته العهود [٨] فرماها بكل معضلة [٩] من الفجور، وبعث الشعراء عَلَى ذمها، فلما لج، ولم يجد عنه محيدا بعد أن غصبها جميع مالها وضياعها، فقالت: افعل ما سألت بعد أن تقضي لي ثلاث حوائج: تردّ عليّ أموالي وضياعي، وتسلم لي قتلة زوجي، وتدعو العظماء والأشراف فترقى المنبر فتبرئني مما قذفت [١٠] به من الفجور.


[١] في ت: «تخلصت» .
[٢] في ت: «أنهم» .
[٣] في الأصل: «شخصة له» .
[٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٥] في ت: «يعرفه» .
[٦] في ت: «عظيمة» .
[٧] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٨] في ت: «العهد» .
[٩] في ت: «بكل معضد» .
[١٠] في ت: «مما رميتني به» .

<<  <  ج: ص:  >  >>