للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بني سهم فلوى الرجل بحقه، فسأله ماله فأبى عَلَيْهِ، فسأله [متاعه] [١] فأبى عَلَيْهِ، فقام على الحجر وجعل يقول [٢] :

بال قصي لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر

أقائم من بني سهم بذمتهم ... أم ذاهب فِي ضلال مال معتمر

قَالَ: وَقَالَ بعض العلماء: إن قيس بْن شبة السلمي باع متاعا من أبي بْن خلف فلواه وذهب بحقه، فاستجار برجل من بني جمح فلم يقم بجواره، فَقَالَ قيس بْن شبة [٣] :

يال قصي كيف هَذَا فِي الحرم ... وحرمة البيت وأخلاقه الكرم

أظلم لا يمنع مني من ظلم

فقام العباس وأبو سفيان حَتَّى ردا عَلَيْهِ، فاجتمعت بطون من قريش فِي دار عَبْد اللَّه بْن جدعان فتحالفوا عَلَى رد المظالم بمكة وأن لا يظلم أحد إلا منعوه وأخذوا له بحقه، وكان حلفهم فِي دار عَبْد اللَّه بْن جدعان.

فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد شهدت حلفا فِي دار [عَبْد اللَّه] [٤] بْن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به لأجبت» . فَقَالَ [قوم] [٥] من قريش: هَذَا والله فضل من الحلف فسمي حلف الفضول [٦] .

قَالَ الزبير: وَقَالَ آخرون: تحالفوا عَلَى مثل حلف تحالف عَلَيْهِ قوم من جرهم فِي هَذَا الأمر، أن لا يقروا ظلما ببطن مكة إلا غيروه، وأسماؤهم: الفضل بْن شراعة، والفضل بْن بضاعة، والفضل بن قضاعة.


[١] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٢] في ت: «وقال» .
[٣] «بن شبة» سقطت من ت.
[٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٥] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٦] أخرجه ابن الجوزي في ألوفا برقم ١٥٣. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٦/ ١٦٧. والقرطبي في تفسيره ٦/ ٣٣، ١٠/ ١٦٩. وابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>