للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذ أسقفها ومن كان فيها من القسيسين وسائر النصارى بخشبة الصليب، وكانت قد دفنت فِي بستان فِي تابوت من ذهب، وزرع فوقها مبقلة، فدلوه عليها، فحفر فاستخرجها، وبعث بها إِلَى كسرى فِي سنة أربع وعشرين من ملكه [١] وأما القائد الآخر: فكان يقال له شاهين، فسار حَتَّى احتوى عَلَى مصر والإسكندرية وبلاد النوبة، وبعث إِلَى كسرى بمفاتيح [مدينة] [٢] إسكندرية فِي سنة ثمان وعشرين من ملكه.

وأما القائد الثالث فكان يقال له: فرهان، فإنه قصد القسطنطينية حَتَّى أناخ عَلَى ضفة الخليج القريب منها [وخيم هنالك] [٣] فأمره كسرى فخرب بلاد الروم غصبا [٤] مما انتهكوا من موريق [وانتقاما له منهم، ولم يخضع لابن موريق] [٥] من الروم أحد، غير أنهم قتلوا فوقا، وملّكوا عليهم رجلا يقال له: هرقل فلما رأى هرقل ما فيه الروم من تخريب فارس بلادهم، وقتلهم إياهم، وسبيهم لهم، تضرع إِلَى اللَّه تعالى وسأله أن ينقذه وأهل مملكته من جنود فارس، فرأى من منامه [٦] رجلا ضخم الجثة عَلَيْهِ بزة، قائما فِي ناحية، فدخل عليهما داخل، فألقى ذلك الرجل عَنْ مجلسه، وَقَالَ لهرقل: إني قد أسلمته فِي يدك. فلم يقصص رؤياه تلك فِي يقظته [٧] عَلَى أحد، فرأى الثانية فِي منامه أن الرجل الذي رآه فِي نومه جالسا فِي مجلس رفيع، وأن الرجل الداخل عليهما أتاه وبيده سلسلة طويلة فألقاها فِي عنق صاحب المجلس وأمكنه منه [٨] ، وقال له: ها أنا ذا قد دفعت إليك كسرى برمته فأغزه فإن شئت [٩] فإنك مدال عَلَيْهِ، ونائل أمنيتك فِي غزاتك


[١] تاريخ الطبري ٢/ ١٨١.
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] في الأصل: «حتفا» .
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] في ت: «فرأى في المنام» .
[٧] «في يقظته» سقطت من ت.
[٨] «وأمكنه منه» سقطت من ت.
[٩] «فإن شئت» سقطت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>