للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الدَّارِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مَنِ الشَّيْخُ؟ قَالَ: شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ سَمِعَ بِالَّذِي اتَّعَدْتُمْ لَهُ فَحَضَرَ مَعَكُمْ لِيَسْمَعَ مَا تَقُولُونَ، وَعَسَى أَنْ لا يَعْدَمَكُمْ مِنْهُ رَأْيٌ وَنُصْحٌ. قَالُوا:

ادْخُلْ.

فَدَخَلَ مَعَهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ فِيهَا أَشْرَافُ قُرَيْشٍ كُلُّهُمْ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ، مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ: عُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ [ابْنَا رَبِيعَةَ] [١] . وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: أَبُو سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَمِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: [طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ، وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ] [٢] . وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَقُصَيٍّ: النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كِلْدَةَ. وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ هِشَامٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ. وَمِنْ بَنِي مَخْزُومٍ: أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ [٣] [وَمِنْ بَنِي سَهْمٍ] [٤] نَبِيهٌ وَمُنَبِّهٌ [٥] ابْنَا الْحَجَّاجِ. وَمِنْ بَنِي جُمَحَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ. وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ، وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ لا يُعَدُّ مِنْ قُرَيْشٍ.

فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَدْ كَانَ [٦] ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لا نَأْمَنُهُ عَلَى الْوُثُوبِ عَلَيْنَا فِيمَنْ قَدِ اتَّبَعَهُ [مِنْ غَيْرِنَا] [٧] فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا.

فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: احْبِسُوهُ فِي الْحَدِيدِ، وَاغْلِقُوا عَلَيْهِ بَابًا، ثم تربّصوا به ما أصاب أشباهه من الشَّعَرَاءَ الَّذِينَ قَبْلَهُ: كَزُهَيْرٍ، وَالنَّابِغَةِ، مِنَ الْمَوْتِ [٨] .

فَقَالَ الشَّيْخُ النَّجْدِيُّ: لا وَاللَّهِ، مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ، وَاللَّهِ لَوْ حَبَسْتُمُوهُ لَخَرَجَ أَمْرُهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَوَثَبُوا [عَلَيْكُمْ] [٩] فانتزعوه من بين أيديكم.


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] العبارة: «ومن بني أسد ... أبو جهل بن هشام» ساقطة من أ.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصلين.
[٥] في الأصل: «نبيها ومنبها» .
[٦] في ابن هشام: «ما قد رأيتم» .
[٧] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناها من ابن هشام.
[٨] كان صاحب هذا الرأي والمشير به أبا البختري بن هشام.
[٩] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>