للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورب ذي لجب كالطود ذي حنق ... كأنه البحر في أثناه غابات

بحران في كل موج منهما أسد ... يلاعب الموت في كفيه حيات

كل ترى العين معناه وصورته ... عند النزال وإن ينزل فشطفات

إن يسر تلق السما في الأرض دائرة ... أو سار تعقد أرضاً منه غبرات

وقد تنكبوا حنايا المنايا، وتقلدوا سيوف الحتوف، واعتقلوا الذوابل النواهل، وثبتوا حيث نبتوا، وكأنهم خلقوا من كواهل الصواهل قلت

كأن الجو ثوب لا زوردي ... يزركش نسجه قضب الرماح

فإن عقد القتام عليه ليلا ... أرتك صفاحه لمع الصباح

كأن نجومه النشاب ترمى ... شياطين الكفاح لدى النطاح

ولا زالت أفواج هذه الأمواج على هذا المنهاج متلاطمة، وأثباج هذا البحر العجاج تحت العجاج متصادمة، وكل ينادي بطريق المفهوم " وما منا إلا له مقام معلوم " فوصلت غيلان الوغى إلى قبة يلبغا، يوم الأحد العاشر من شهر ربيع الآخر، عام ثلاثة وثمانمائة من الهجرة، فنزل كل من العساكر يمنة ويسرة، واستقرت العساكر

<<  <   >  >>