للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالقول قد حق، فليقبض كل منكم على نزيله وليحتكم فيه بسمين رأيه وهزيله، فاتفقوا على هذا الرأي المعكوس والأمر المنكوس في الطالع المنحوس، وقصروا مدى أنظارهم السقيمة، عن قصارى هذه الأمور الوخيمة ولما تعرى العنان من ثوب نوره، وأبدل الجو قمامه بسموره، ومضى هزيع من الليل، ضرب الرئيس الطبل فحل بالمستخلصين الويل، فقتلوهم وكانوا نحواً من ستة آلاف، وأصبحوا، وقد غرسوا في دوح العصيان أغصان الخلاف، فأثمر ذلك لهم الحور بعد الكور وبان لهم البوار فأصبحوا بوراً بهذا البور ولما سل الفجر حسامه، وحسر النهار لثامه، بلغ تيمور ذلك الصنع المشئوم فنفخ الشيطان منه في الخيشوم، فارتحل من فوره واستل عضب غضبه ونثل جعبة جوره، وتوجه نحو المدينة مزمجرا متكالباً مستأسداً متنمرا، فوصل إليها، وأخنى عليها، وأمر بالدماء أن تسفك، وبالحرمات أن تهتك، وبالأرواح أن تسلب، وبالأموال أن تنهب، وبالعمارات أن تخرب، وبالزروع أن تحرق، وبالضروع أن تخرق، وبالأطفال أن تطرح، وبالأجساد

<<  <   >  >>