للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أولاً: كفالة حقوق غير المسلمين

جاء الإسلام الحنيف وفي جوهر مقاصده بقاء الإنسان ناهضاً بتبعاته يسعد بحياة آمنة لا يرى فيها ظلماً ولا هضماً. فالعدالة والإنصاف والقسطاس سمة الحياة في الإسلام، والاستقامة ورعاية الحقوق وأداء الواجبات هي الأمل والعمل والسبيل والهدف، وإن الإنسانية في مسيرتها عبر التاريخ في الزمان والمكان لم تعرف دعوة إلى العدل كما عرفتها في ظل الإسلام ليستقر المجتمع الدولي ويعيش في أمن وأمان (١) . وتحقيقاً لمفهوم الأمن الشامل كفل الإسلام المعاملة الحسنة والرعاية الكريمة لغير المسلمين الذين يقيمون في دار الإسلام (٢) على أن يكون لهم ما للمسلمين من حقوق ورعاية واهتمام وحماية، وعليهم ما على المسلمين من واجبات (٣) . فأصبح الأجنبي يتمتع بجميع الحقوق والأمان الذي يتمتع به المواطن المسلم، وأصبح الجميع متساوين وحقوقهم مصانة وفي مقدمة ذلك أنفسهم وممتلكاتهم وأعراضهم ودينهم (٤) .


(١) انظر: مفهوم العدل في الإسلام: مجيد خدوري، ص١٣١، دراسات في الفكر الديني، دمشق، ١٩٩٨م.
(٢) دار الإسلام: «هي الدار التي تجري عليها أحكام الإسلام ويأمن من فيها بأمان المسلمين سواء كانوا مسلمين أم ذميين» . انظر العلامة الشيخ عبد الوهاب خلاف: السياسة الشرعية، ص٧١، القاهرة. دار الحرب: «هي الدار التي لا تجري فيها أحكام المسلمين» . انظر: عبد الكريم زيدان: أحكام الذميين والمستأمنين، ص١٩؛ الشريعة الإسلامية والأجانب في دار الإسلام: محمد عطية خميس، ص٤٢، دار الاعتصام، ١٩٧٧م.
(٣) انظر: الإسلام والعلاقات الدولية: محمد الصادق عفيفي، ص١٩٥، رابطة العالم الإسلامي، دعوة الحق، ١٤٠٥هـ.
(٤) انظر نظام الأمان في الشريعة الإسلامية وأوضاع المستأمنين: سامي الصقار، ص٦٩، جامعة محمد الخامس، الرباط، ١٩٧٧م.

<<  <   >  >>