للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعلو بريد الصخر لامحاله ... قلت لعنسى أيما مقاله

وهي تحث الرّسل بالرّحّالة ... مثل البغيّ الطفلة المختالة

ذات الدماغ، والحذينات موضعان إلى جنب ذي سمار، تحث تبسط بالرسل من السير، ومن ذلك حث البعير أخرج سيره جمعا، واستعار الرحالة في الرحل، والرحالة تكون للخيل، وهي سروج البادية، هذا تفسير أبي عبيد، وأقول: إنه وهم علىالرداعي لأن الرداعي أعرف من أن يقول الرحالة في الرحل، وإنما قال الرّحّالة كما يقال للناسب والعارف نسابة، وعرافة، وجخافة، وثقالة، ونمامة، وهيابة.

فوردت بالسير ذي الإمضاض ... في تمك بوك وفي أنقاض

يوضعن في اغضف داج غاض ... يلقين نضحاً بسلا الإجهاض

يشرعن في ذي جدول فضفاض ... للبردان مترع الحياض

فقلت للقوم على ارتماض ... لدى مقيل غير ذي إيفاض

حلّوا رؤوس العيس للرياض ... يعسفن منها رمض الرّضراض

أخرج جماعة بائك على بوك اتباعاً لتمك وجماعة بائك بوائك، وكأنه ذهب إلى أن واحدها أبوك وبوكاء، وقد جاء في مثل هذا حائل وحول وحوائل، البردان قليب بتبالة طيب الماء عذبه، وكذلك تبالة قرية فيها التجار، وإليها الجهاز، وكان فيها نخيل وغيل، وكان أكثر ساكنها من قريش، فخربتها البادية، والجدول هو الغيل، ورياض الخيل موضع يسمى بذلك.

فاخلولقت مثل القطا القوارب ... بالقوم وخداً ذهّب الركائب

نجائب ضمت إلى نجائب ... يخضن عرض الأرض ذا المناكب

في مطلخم خضل الجوانب ... خلافة الماء النضيض الناضب

حيث بريد الصخرة المجانب ... قد عفن منها كدر المشارب

<<  <   >  >>