للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعزاه الحافظ السيوطي ـ رحمه الله ـ في «الدر» ـ مع المذكورين ـ إلى أبي داود وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي في «الشعب» بلفظ: «يس قلب القرآن ... » حتى قوله: «إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرؤوها على موتاكم» .

وفي هذا الصنيع نظر ظاهر، فليس من الحديث عند أبي داود (٢/١٧٠) وابن ماجه (١٤٤٨) والحاكم (١/٥٦٥) والبيهقي (٢٤٥٧) وكذا في «سننه الكبرى» (٣/٣٨٣) سوى الجملة الأخيرة منه حَسْبُ: «اقرؤوا على موتاكم يس» من طرق عن ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان ـ وليس بالنهدي ـ عن أبيه به. ورواه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (٤٨٠) : «حدثت عن عبد الله بن المبارك عن التيمي به» .

وهو عند ابن حبان (٣٠٠٢) من طريق يحيى بن سعيد القطان (١) عن سليمان عن أبي عثمان عن معقل به مختصراً أيضاً. فظهر بذلك أن زيادة: «يس قلب القرآن» في هذا الحديث شاذة لتفرد المعتمر بن سليمان بها، بمخالفة الحافظين الثبتين: عبد الله بن المبارك ويحيى القطان على النحو المتقدم سنداً ومتناً.

بل في رواية للبيهقي في «الشعب» (٢٤٥٨) بسند صحيح إلى


(١) يبدو أن الراجح عن يحيى القطان إيقافه، فقد جزم الحاكم بأنه أوقفه هو وغيره، ثم إن تفرد ابن حبان عنه مرفوعاً يوقع ريبة كبيرة، لتوافر دواعي سائر المصنفين على روايته من طريقه. فالله أعلم.

<<  <   >  >>