للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِعْتُ مُحَمد بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ بدينا يقولُ: سَألتُ أحمد بن حنبل قلت أنا رجل من أهل الموصل وقد وقعت فيهم مسألة الكرابيسي فأفتيتهم لفظي بالقرآن مخلوق فقال لي إياك إياك إياك إياك أربع مرار أو خمس لا تكلم الكرابيسي، ولاَ تكلم من يكلمه قلت فهذا القول يرجع إلى قول جهم فقال هذا من قول جهم.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ قال سئل أحمد بن حنبل يعني، وَهو حاضر عن البلخي وأصحابه والكرابيسي ومن يقول لفظي بالقرآن مخلوق فقال أحمد كل يدور على رأي جهم.

حَدَّثَنَا أحمد بن الحسن الكرخي أبو عَبد الله صاحب الكرابيسي وكان كتب الكرابيسي عنده سماعا منه، قَالَ: سَمِعْتُ الحسين الكرابيسي يقول كان هَاهُنا ببغداد قاض، يُقَال له: أبو مرحوم الحجام كان يكون في مسجد وكان يجتمع إليه الناس فقام يوما وقال سلوني عن التفسير وتفسير التفسير قال فقام رجل من وراء الداربزين، فقال، يا أبا مرحوم قال طعنة يا بن الفاعلة فقالوا له رجل دعا لك تقول له مثل هذا المقال فقال ألم تسمع الله يقول إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ فقال له ما تقول في المزابنة والمحاقلة قال المحاقلة حلق الثياب عند السمسار والمزابنة أن تسمي أخوك المسلم زبون قال حسين الكرابيسي فأنا قاعد ذات يوم على باب داري حتى مر بي شيخ محلوق الرأس واللحية معه زنبيل فيه خيار أصفر فقلت يا شيخ لم حلقت رأسك ولحيتك قال حكم الكتاب والسنة، قالَ: قُلتُ له وأيش من حكم الكتاب والسنة، قَال: قَال لنا أبو مرحوم إخواني إن ذا الشعر نبتت على الضلالة فاحلقوها حتى تنبت على الطاعة قال فحمل الناس على أن حلقوا لحاهم له وذلك إنما جرى ذلك أن الجهل يغلب العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>