للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن الدين الصحيح هو شرع الله، والعقل الصحيح هو خلق الله، ومحال أن يتناقض شرع الله وخلقه.

العاشر: أن يدل على الحق ويحذر من الباطل، ويرشد إلى الهدى وينفر من الضلال، وأن يدعو الناس إلى صراط مستقيم لا التواء فيه ولا اعوجاج، قال تعالى مخبرا عن الجن إنهم حينما سمعوا القرآن قال بعضهم لبعض: {يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف: ٣٠] (١) فلا يدعوهم إلى ما فيه شقاؤهم قال تعالى: {طه - مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: ١ - ٢] (٢) ولا يأمرهم بما فيه هلاكهم قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: ٢٩] (٣) ولا يفرق بين أتباعه بسبب الجنس أو اللون أو القبيلة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: ١٣] (٤) فالمعيار المعتبر للتفاضل في الدين الحق هو تقوى الله.

وبعد أن استعرضت الضوابط التي تفرق بها بين الدين الحق والدين الباطل - واستشهدت لذلك بما جاء في القرآن الكريم مما يدل على أن هذه الضوابط عامة لكل الرسل الصادقين الذين أرسلوا من عند الله - فمن المناسب أن نستعرض أقسام الديانات.


(١) سورة الأحقاف، الآية: ٣٠.
(٢) سورة طه، الآيتان: ١، ٢.
(٣) سورة النساء، الآية: ٢٩.
(٤) سورة الحجرات، الآية: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>