للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَنكرت قول مَن حمله على العموم في جميع الشعر" قال السهيلي: "وإذا قلنا بذلك فليس في الحديث إلا عيب: "امتلأَ الجوف منه" وأَما رواية اليسير على جهة الحكاية والاستشهاد على اللغة فلم يدخل في النهي. " قال: وقد رد أَبو عبيدة على من تأَول الحديث في الشعر الذي هُجي به النبي ﷺ وقال: "رواية نصف بيت من ذلك الشعر حرام فكيف يخص امتلاء الجوف منه بالدم؟ قال السهيلي: "وعائشة أعلم منه، فإن البيت والبيتين والأَبيات من تلك الأَشعار على جهة الحكاية، بمنزلة الكلام المنثور الذي ذموا به رسول الله ﷺ، لا فرق" وجعل ذلك عذرا لابن إسحاق في ذكر بعض أَشعار الكَفَرة من الهجو. انتهى. والصواب: تحريم حكاية هجو النبي ﷺ قليله وكثيره، والحديث لعله خرج على من امتلأَ بذلك، فلا يكون له مفهوم في عدم ذم القليل. وأيضًا فالمحذور في الكثير موجود في القليل بعينه، فتاويل عائشة مستقيم إن شاءَ الله ولا يرد ما فهمه أَبو عبيدة ولا السهيلي.

(التاسع): أَخرج مسلم والنسائي عن شريح بن هاني عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءَه، ومن كره لقاءَ الله كره الله لقاءه" قال شريح: فأَتيت عائشة فقلت: "يا أُم المؤمنين سمعت أَبا هريرة يذكر عن رسول الله ﷺ حديثًا إن كان كذلك فقد هلكنا "فقالت: إن الهالك من هلك، وما ذاك؟ [قلت] قال: "قال رسول الله ﷺ: من أَحبَّ لقاءَ اللهُ أَحبَّ الله لقاءَه، ومن كره لقاءَ اللهِ كره الله لقاءَه. وليس منا أَحد إلا وهو يكره الموت فقالت: "قد

<<  <   >  >>