للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين: جمع عيناء، والعيناء هي واسعة العين.

وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال تعالى: (إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً * وكواعب أترابا) [النبأ: ٣١-٣٣] . والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن. والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهنّ أبكاراً، عرباً أتراباً (إنا أنشأنهن إنشاء * فجعلنهن أبكاراً * عرباً أترابا) [الواقعة: ٣٥-٣٧] وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال تعالى: (لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان) [الرحمن: ٥٦] ، وهذا ينفي قول من قال: إن المراد بالزوجات اللواتي ينشئهن الله في الجنة زوجاتهم في الدنيا إذ يعيدهن شباباً بعد الكهولة والهرم، وهذا المعنى صحيح، فالله يدخل المؤمنات الجنة في سن الشباب، ولكنهن لسن الحور العين اللواتي ينشئهن الله إنشاء.

والمراد بالعُرُب: الغنجات المتحببات لأزواجهنّ.

وقد حدثنا القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: (وحورٌ عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون) [الواقعة: ٢٢ – ٢٣] والمراد بالمكنون: المخفي المصان، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان) الرحمن: ٥٦-٥٨] ، والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحرور العين بأنهن قاصرات الطرف، وهن

<<  <   >  >>