للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملائكة " " الأنفال: ٩ " وجاء الخبر إِلى أبي لهب بمكة عن مصاب أهل بدر، فلم يبق غير سبع ليال ومات كمداً، وكانت عدة قتلى بدر من المشركين سبعين رجلاً، والأسرى كذلك، فمن القتلى غير من ذكرنا حنظلة بن أبي سفيان بن حرب، وعبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية، قتله علي بن أبي طالب، وزمعة بن الأسود قتله حمزة وعلي، وأبو البحتري بن هشام، قتله المجدر بن زياد ونوفل بن خويلد، أخو خديجة، وكان من شياطين قريش، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة بن خويلد لما أسلما في حبل، قتله علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وعمير بن عثمان بن عمر التميمي، قتله علي أيضاً ومسعود بن أبي أمية المخزومي، قتله حمزة، وعبد الله بن المنذر المخزومي، قتله علي بن أبي طالب، ومنبه بن الحجاج السهمي، قتله أبو يسر الأنصاري، وابنه العاص بن منبه، قتله علي بن أبي طالب، وأخوه نبيه بن الحجاج، اشترك فيه حمزة وسعد بن أبي وقاص، وأبو العاص بن قيس السهمي، قتله علي بن أبي طالب.

وكان من جملة الأسرى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وابنا أخويه، عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ولما انقضى القتال، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بسحب القتلى إِلى القليب، وكانوا أربعة وعشرين رجلاً، من صناديد قريش، فقذفوا فيه، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرصة بدر ثلاث ليال، وجميع من استشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً، ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصفراء راجعاً من بدر، أمر علياً فضرب عنق النضر بن الحارث، وكان من شدة عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم، إِذا تلا النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، يقول لقريش: ما يأتيكم محمد إِلا بأساطير الأولين، ثم أمر بضرب عنق عقبة بن أبي معيط بن أمية، وكان عثمان بن عفان قد تخلف عن رسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بأمره، بسبب مرضِ زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وماتت رقية في غيبة رسول صلى الله عليه وسلم، وكانت مدة غيبة رسول فَي تسعة عشر يوماً.

[غزوة بني قينقاع من اليهود]

وهم أول يهود نقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد، فخرج إِليهم في منتصف شوال سنة اثنتين، فتحصنوا، فحاصرهم خمس عشرة ليلة، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتفوا وهو يريد قتلهم، فكلمه عبد الله بن أبي بن أبي سلول الخزرجي المنافق، وكان هؤلاء اليهود خلفاء الخزرج، فأعرض النبي عنه، فأعاد السؤال، فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أحسن. فقال: " ويحك أرسلني " فقال لا والله حتى تحسن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هم لك " ثم أمر بإِجلائهم، وغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>