للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه النصرة وقدوم قطز إلى الشام، يقول بعض الشعراء:

هلك الكفر في الشآم جميعاً ... واستجد الإسلام بعدد حوضه

بالمليك المظفر الملك الأر ... وع سيف الإسلام عند نهوضه

ملك جاءنا بعزم وحزم ... فاعتززنا بسمره وببيضه

أوجب الله شكر ذاك علينا ... دائما مثل واجبات فروضه

ثم أعطى الملك المظفر قطز، صاحب حماة الملك المنصور، الدستور، فقدم الملك المنصور قدامه مملوكه ونائبه مبارز الدين أقوش المنصور إلى حماة، ثم سار الملك المنصور وأخوه الملك الأفضل ووصلا إلى حماة، ولما استقر الملك المنصور بحماة، قبض على جماعة كانوا مع التتر واعتقلهم، وهنأ الشيخ شرف الدين شيخ الشيوخ المنصور بهذا النصر العظيم، وبعود المعرة بقصيدة منها:

رعت العدى فضمنت ثل عروشها ... ولقيتها فأخذت تل جيوشها

نازلت أملاك التتار فأنزلت ... عن فحلها قسراً وعن أكديشها

فغدا لسيفك في رقاب كماتها ... حصد المناجل في يبيس حشيشها

فقت الملوك ببذل ما تحويه إذ ... ختمت خزائنها على منقوشها

ومنها:

وطويت عن مصر فسيح مراحل ... ما بين بركتها وبين عريشها

حتى حفظت على العباد بلادها ... من رومها الأقصى إلى إحبوشها

فرشت حماة لوطيء نعلك خدها ... فوطئت عين الشمس من مفروشها

وضربت سكتها التي أخلصتها ... عما يشوب النقد من مغشوشها

وكذا المعرة إذا ملكت قيادها ... دهشت سروراً سار في مدهوشها

طربت برجعتها إليك كأنما ... سكرت بخمرة حاسها أو حيشها

لا زلت تنعش بالنوال فقيرها ... وتنال أقصى الأجر من منعوشها

وكان خسروشاه قد سافر من حماة إلى جهة الشرق لما بلغه كسرة التتر، ثم جهز الملك المظفر قطز عسكراً إلى حلب لحفظها، ورتب أيضاً شمس الدين أقوش البرلي العزيزي أميراً بالسواحل وغزة، ورتب معه جماعة من العزيزية، وكان البرلي المذكور من مماليك الملك العزيز محمد صاحب حلب، وسار في جملة العزيزية مع ولده الملك الناصر يوسف إلى قتال المصريين، وخامر البرلي وجماعة من العزيزية على ابن أستاذهم الملك الناصر، وصاروا مع أيبك التركماني صاحب مصر، ثم إنهم قصدوا اغتيال المعز أيبك التركماني المذكور، وعلم بهم فقبض على بعضهم، وهرب بعضهم، وكان البرلي المذكور من جملة من سلم وهرب إلى الشام،

<<  <  ج: ص:  >  >>