للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحيات والسباع الضاريات. فإن رضيت لنفسك النزول من أعلى عليين، فلا ترض لها من الهوى إلى أسفل سافلين، فلعلك تنجو كفافا لا لك ولا عليك.

فعليك في بياض نهارك الا تشتغل إلا بما ينفعك في معادك أو معاشك الذي لا تستغنى عن الاستعانة به على معادك. فإن عجزت عن القيام بحق دينك مع مخالطة الناس، وكنت لا تسلم، فالعزلة أولى، فعليك بها؛ ففيها النجاة والسلامة. فإن كانت الوساوس في العزلة تجاذبك إلى مالا يرضى الله تعالى، ولم تقدر على قمعها بوظائف العبادات فعليك بالنوم فهو أحسن أحوالك وأحوالنا إذا عجزنا عن الغنيمة رضينا بالسلامة في الهزيمة. فأحسن بحال من سلامة دينه في تعطيل حياته إذ النوم أخو الموت، وهو تعطيل الحياة والتحاق بالجمادات.

<<  <   >  >>