للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصحبانك في القبر حيث يتخلف عنك أهلك ومالك، وولدك، وأصدقاؤك.

ثم إذا اصفرت الشمس، فاجتهد أن تعود إلى المسجد قبل الغروب، وتشتغل بالتسبيح والاستغفار؛ فإن فضل هذا الوقت كفضل ما قبل الطلوع، قال الله تعالى: (وَسَبِح بِحَمدِ رَبِك قَبلَ طُلوع الشَمس وَقَبلَ غُروبِها) .

واقرأ قبل غروب الشمس أربع سور من القرآن هي: والشمس وضحاها والليل إذا يغشى، والمعوذتين.

ولتغرب عليك الشمس وأنت في الاستغفار، فإذا سمعت الأذان فاجبه، وقل بعده: اللهم إني أسألك عند إقبال ليلك، وإدبارك نهارك، وحضور صلاتك، وأصوات دعاتك: أن تؤتي محمد الوسيلة - الدعاء كما سبق.

ثم صل الفرض بعد جواب المؤذن والاقامة، وصل بعده قبل أن تتكلم ركعتين، فهما راتبتا المغرب وإن صليت بعدهما أربعا تطيلهن، فهن أيضا سنة.

وإن أمكنك أن تنوي الاعتكاف إلى العشاء، وتحيى ما بين العشاءين بالصلاة فافعل، فقد ورد في فضل ذلك ما لا يحصى، وهي ناشئة الليل؛ لأنه أول نشأه، وهي صلاة الأوابين، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِع) ن فقال: (هي الصلاة ما بين العشاءين؛ فإنها تذهب بملاغات النهار) .

والملاغات دخل وقت العشاء، فصل أربع ركعات قبل الفرض إحياء لما بني الأذانين ففضل ذلك كثير وفي الخبر: (أن الدعاء بين الأذان والاقامة لا يرد) .

ثم صل الفرض وصل الراتبة ركعتين، واقرأ فيهما سورة الم السجدة، وتبارك الملك أو سورة يسس، والدخان فذلك مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصل بعدهما أربع ركعات، ففي الخبر ما يدل على عظم فضلهن. ثم صل الوتر بعدها ثلاثا بتسليمتين أو بتسليمة واحدة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها سورة سبح اسم ربك الأعلى، وقل يأيها الكافرون، والاخلاص والمعوذتين.

فإن كنت عازما

<<  <   >  >>