للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخل حصن الكرك بغتة يوم السبت ثاني وعشرين منه ثم استدعاهم وكانوا زهاء ستمائة نفر وهو على سطح وأمرهم بشنقهم فشفع فيهم من كان في خدمته من الأمراء فعفا عنهم وأخرجهم من الحصن خى ستة نفر فإنه قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ثم قال للجميع مالكم في بلادي مقام فسألوه أن يعاد لهم ما كان ارتجع من أموالهم فأمر لهم بذلك ونفاهم إلى مصر واستدعى شمس الدين صواب السهيلي وإلى صناعة الإنشاء بمصر، ويلم إليه حصن الكرك وفوض إليه النظر في حواصله وذخائره، واستدعى من مصر رجالاً رتبهم في الحصن عوض الذين نفاهم منه ثم خرج متوجهاً إلى دمشق يوم الجمعة ثامن وعشرين ذي الحجة.

وفي هذه السنة كان بخلاط زلزلة عظيمة أخربت الدور والخانات والأسواق، ومات الناس تحت الردم ولم ينج من أهلها إلا النفر القليل، واتصلت بأرجيش فأخربتها، وخسفت فيها مواضع ووصلت إلى ديار بكر فشعثت ميافارقين وماردين.

وكسر الخليج يوم الخميس ثامن وعشرين صفر وانتهت الزيادة إلى ثلاثة أصابع من ثمانية عشر ذراعاً.

وفي خامس عشر شوال جهز الملك الظاهر كسوة الكعبة صحبة الأمير عز الدين يوسف بن أبي زكرى، وخرد معه جماعة من الحجاج ووصل مكة شرفها الله تعالى، وكانت الوقفة يوم الاثنين وأقاموا بمكة ثمانية عشر يوماً وبالمدينة عشرة أيام، فذهب أكثر زاد الناس وحصل لهم من أيلة إلى مصر مشقة عظيمة ومات منهم خلق كثير.

وفي ثالث شهر رمضان ظهر بالموصل بحارة تعرف بسويقة ابن خليفة ضريح شخص من ولد الحسين بن علي عليهما السلام، وسبب ظهوره

<<  <  ج: ص:  >  >>