للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقه والأصلين والفرائض والحساب وفنون أخر، وما من فن إلا له فيه يد طولى وقلمه ولسانه متقاربان. قال الطوفي: سمعته يقول: من سألني مستفيدًا حققت له، ومن سألني متعنتًا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته. وذكر تصانيفه، وقال في كتابه إبطال الحيل: هو عظيم النفع، وكان يتكلم على المنبر على طريقة المفسرين مع الفقه والحديث، فيورد في ساعة من الكتاب والسنة واللغة والنظر ما لا يقدر أحد أن يورده في عدة مجالس كأن هذه العلوم بين عينيه، فيأخذ منها ما يشاء، ويذر منها ما يشاء، ومن ثم نسب أصحابُه إلى الغلو فيه، واقتضى له ذلك العجب بنفسه، حتي زها على أبناء جنسه، واستشعر (١) أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم، قديمهم وحديثهم، حتى انتهى إلى عمر فخطأه في شيء، فبلغ الشيخ إبراهيم الرقي، فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر، وقال في حق علي: أخطأ في سبعة عشر شيئًا (كذا) ثم خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول

الأجلين.


(١) إن الاتهام بمثل هذه الأوصاف (العجب بالنفس. . الزهو على أبناء الجنس. .) إلخ يُعدُّ من قبيل الطعن في النيات، فتأمل!

<<  <  ج: ص:  >  >>