للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه ساوى في السنة الأولى الأذكياء الذين سبقوه في طلب العلم بسبع سنين.

٣ - من المعلوم عند علماء النفس، وعلماء التاريخ أن من كان قوي الاستعداد للحفظ يزداد في الشباب قوة باستعمال استعداده، كما يُعلم من تراجم حفاظ الحديث، ولما حفظ ابن عباس قصيدة عمر بن أبي ربيعة من سماعها مرة واحدة كان كهلاً لا شابًّا ولا طفلاً (١) ، وعَجِب ممن عَجِبَ مِن ذلك فقال: (وهل يسمع الإنسان شيئًا ولا يحفظه؟) وأملى الحافظ ابن حجر ألف درس من حفظه وكان كهلاً (٢) ، ومن المعلوم أيضًا أن ملكة الحفظ في العرب كانت قوية جدًّا لاعتمادهم عليها، وكذلك كانت عند غيرهم من الأمم قبل تعلم الكتابة والاعتماد عليها في حفظ العلم، ففي تاريخ اليونان القديم أن عقلاءهم اعترضوا على اقتباسهم فن الكتابة من المصريين بأن الاعتماد عليها يضعف ملكة الحفظ.

٤ - ما جعل الله لرجل من قلبين، وزيادة بعض القوى يقابلها نقض غيرها فمن كان أكثر حفظًا للنصوص الشرعية كالقرآن


(١) أخرجه المعافي بن زكريا في الجليس الصالح الكافي (٤ / ١٨٤ وما بعدها) ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥ / ٩٣) .
(٢) انظر: الضوء اللامع للسخاوي (ج٢ ص ٣٩ ط: الجيل) .

<<  <  ج: ص:  >  >>