للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصالح وعدم التقيد فيها بمذهب من المذاهب، بل مع تصريحه بما يعتقده من أن التعصب لأي مذهب منها مناف للوحدة الإسلامية ومخالف لنصوص القرآن.

وقد اشتهرت قاعدته الذهبية التي دعا إليها علماء المذاهب كلها، وهي نتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما تختلف فيه، وندعو علماء كل طائفة وأهل كل مذهب لمقاومة البدع الفاشية فيهم؛ لتكون دعوتهم أقرب إلى القبول. (١)

وقد وافقنا على دعوتنا هذه كثيرون من أهل السنة المستقلين والمقلدين للمذاهب ولكننا لم نر أحدًا من علماء الشيعة نصرنا عليها بالكتابة، وإنما استحسنها بعض المنصفين فيما شافهونا به (كالسيد الشهرستاني النجفي والسيد عبد الحسين العاملي والمرحوم الشيخ محي الدين عسيران) على أننا لم نسلم من شر متعصبيهم، فقد نشرنا مرة رسالة في أول المجلد ١٦ من المنار (سنة ١٣٢٦) لصديقنا العلامة المرحوم الشيخ محمد كامل الرافعي من بغداد كتبها في أثناء سياحته


(١) وقد تكلم الشيخ رحمه الله كثيراً عن هذه القاعدة في مجلته، إلا أن تجاربه الواقعية تذكر لها تقييدات لا يسع الباحث إغفالها، فمن ذلك موقفه مع أحد شيوخ الأزهر واسمه يوسف الدجوي في اجتماع به مع ثلة من المشايخ والعلماء حيث أنه بعد أن فرغ الدجوي من طعنه بالسلفيين قال رحمه الله: (أما وقد قال الأستاذ الدجوي ما سمعتم فلا مندوحة لي عن جوابه؛ لأن الاتفاق والتعاون يتعذر مع سوء ظن كل منا بالآخر) . اهـ مج ٣٢ ص ٦٨٣
..

<<  <  ج: ص:  >  >>