للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه) .

(والثانية) : من اقترف سيئة من التفريق والعداء أو غير ذلك من إحدى الطائفتين بقول أو كتابة فالواجب أن يتولى الرد عليه العلماء والكتاب من طائفته، وإذا لم يكن صديقنا الأستاذ الكبير آل كاشف الغطاء هو الإمام القدوة لمن ينهضون بهذا الإصلاح وهو هو في رياسته العلمية وثقة الطائفة بإخلاصه ونصحه، فمن ذا الذي يتصدى له من دونه؟

إن المبالغة في مداراة القاصرين (١)

، تقف بصاحبها دون ما هو أهل له من زعامة المصلحين، كان أستاذنا العلامة الشيخ حسين الجسر نسيج وحده في علماء سورية الجامعين بين علوم الشرع والوقوف على حالة هذا العصر، ولولا مبالغته في مداراة الجامدين من المعممين وكذا العوام أيضًا لكان ثالث السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده في زعامة الإصلاح، وإنني قد صارحته باستنكار هذه المبالغة في المداراة مشافهة له وهو ما انتقدته على كتاب الرسالة الحميدية له من إيراد المسائل العلمية التي لا شك فيها بعبارات تدل على الشك فيها


(١) هذا الكلام من الشيخ المؤلف رحمه الله لعله صادر عن حسن الظن الذي لم يلق موضعاً مناسباً؛ فإن علماء الشيعة حتى لو نص أحدهم قائلاً: (لا فرق بين شيعي وسني) وأمثالها من العبارات، فإن هذا ليس له تأثير في الوسط الشيعي لسببين:
الأول: هو مبدأ (التقية) الذي به يعرف الشيعي أن مرجعه لا يعني ما يقول، وأن هذا الكلام التقريبي خرج مخرج (التقية المداراتية) لا أكثر.
والثاني: هو التعبئة النفسية لدى الشيعي، التي تقف حاجزاً بين هذه العبارات وبين حصول أثرها في نفسه.

هذا بالإضافة إلى أسلوب يستخدمونه وهو: (تعدد الأدوار.. ووحدة الهدف) فإن من السياسة أن لا يوضع العنب كله في سلة واحدة. فكلما تلفت سلة حولوا العنب إلى سلة أخرى، فينتج عن ذلك ما يظهرونه من (الاعتدال) ودعوى (التقريب) ونحوها من الدعاوى التي يخادعون بها عوام الأمة ونخبها غير المطلعة على تلك العقليات وطرق أصحابها وحيلهم بحيث يصدرون أنفسهم وأفكارهم إلى داخل الصف السني غير المحصن عن طريق فريقين من متصدري العلم وهما: المتسايسون من الذين يعرفون، والمسيسون ممن لا يعرفون، ولا يعرفون أنهم لا يعرفون!

<<  <  ج: ص:  >  >>