للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، وهو المعصوم دون سائر الصحابة من الخطأ فلم يقبلوها منه، وينقلون عن أئمة أهل البيت أكاذيب في القرآن وتحريف الصحابة رضي الله عنهم له لعلها مما قال العاملي: إنهم كانوا يكتمونه عن الناس ويخصون به الثقات من محبيهم، ولبعض علماء القرن الماضي منهم كتاب سماه (فصل الخطاب، في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) (١) ينقل عن كتبهم وأئمتهم الأباطيل في ذلك ويقولون: إن القائم المنتظر وهو عندهم محمد المهدي بن الحسن العسكري المختبئ منذ ألف سنة ونيف في السرداب من بلدة سامرا (سُرَّ مَن رأى) سيظهر القرآن الصحيح التام.

وقد ذكر في الكلام على السنة والأخبار النبوية أن البابية يحتجون على ضلالتهم بخبر المهدي يأتي بأمر جديد وقرآن جديد (٢)

ونقول: إن هذا الخبر لا وجود له في كتب الأحاديث المروية عند أهل السنة والجماعة فلا بد أن يكون من أخبارهم هم، وهو إنما يخطئ البابية في الاستدلال به على أن المهدي هو زعيمهم الباب، لا في رواية الخبر نفسه؛ لأنه ذكر ذلك في سياق استدلال


(١) هو النوري الطبرسي، قال عنه محمد حسين آل كاشف الغطاء كما في مقدمة كتاب كشف الأستار: ((هو حجة الله على العالمين. . معجب الملائكة بتقواه. . من لو تجلى الله لخلقه لقال هذا نوري. . مولانا ثقة الإسلام حسين النوري)) .
(٢) ينقل القوم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد) (البحار ٥٢/٣٥٤) ، (غيبة النعماني ١٥٤) ، وقال أبو عبد الله عليه السلام: (لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد) (البحار ٥٢/١٣٥) ، (الغيبة ١٧٦) . وانظر: تاريخ ما بعد الظهور لمحمد الصدر ص٦٣٧، ٦٣٨.
ويجدر بنا أن نتساءل: ما هو الأمر الجديد الذي يقوم به القائم؟ وما هو الكتاب الجديد والقضاء الجديد؟ إن كان الأمر الذي يقوم به من صلب حكم آل محمّد فليس هو إذن بجديد، وإن كان الكتاب من الكتب التي استأثر بها أمير المؤمنين حسبما تدعيه الروايات الواردة في كتبنا فليس هو بكتاب جديد، وإن كان القضاء في أقضية محمّد وآله، والكتاب من غير كتبهم والقضاء من غير أقضيتهم فهو فعلا أمر جديد وقضاء جديد!..

<<  <  ج: ص:  >  >>