للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: (يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك أنا الديان) .

أما حديث ابن مسعود فقد رواه البخاري في كتاب التوحيد تعليقًَا موقوفًا عليه، ووصله البيهقي في الأسماء والصفات وغيره كما فصَّله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١)

، وأما حديث عبد الله بن أُنَيْس (بالتصغير) فذكر الحافظ في شرحه من فتح الباري مَن أخرجه مسندًا (٢) .

وروى البخاري بعده بسنده المتصل إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله يا آدم فيقول: لبيك وسعديك: فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار) (٣)

وذكر الحافظ في شرحه له أن (ينادي) وقع مضبوطًا للأكثر بكسر الدال وفي رواية أبي ذر بفتحها، أي والثانية تحتمل من التأويل ما لا تحتمل الأولى.

وذكر الحافظ في شرح الحديث الأول تأويل من أوَّله من الأشعرية ثم قال ما نصه (ص٣٨٣ج١٣) : (وهذا حاصل


(١) ذُكر معلقاً في كتاب التوحيد من صحيح البخاري (فتح الباري ١٢ / ٤٥٣ - ٤٥٤) ، باب رقم (٣٢) ، وأخرجه موقوفاً البخاري في خلق أفعال العباد (برقم: ٤٨٢، ٤٨٤ بتحقيق د. الفهيد) ، وعبد الله بن أحمد في السنة (٥٣٦ - ٥٣٧) ، وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٣٥١) . وانظر: تغليق التعليق للحافظ ابن حجر (٥ / ٣٥٣ - ٣٥٤) .

وأخرجه مرفوعاً أخرجه أبو داود (٤٧٣٨) وابن خزيمة في التوحيد (١ / ٣٥١) بإسناد على شرط الشيخين، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (٣ / ٢٨٣) : ((والموقوف وإن كان أصح من المرفوع ... فإنه لا يعل المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي كما هو ظاهر، لاسيما وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه)) .
(٢) ذُكر معلقاً في كتاب التوحيد من صحيح البخاري (فتح الباري ١٢ / ٤٥٣ - ٤٥٤) ، باب رقم (٣٢) ، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم: ٧٥٠، صحيح الأدب المفرد للألباني) وفي خلق أفعال العباد (٢ / ٢٤١ رقم ٤٨٠ بتحقيق د. الفهيد) ، والإمام أحمد في المسند (٣ / ٤٩٥) ، والحاكم في المستدرك (٤ / ٥٧٤ - ٥٧٥) .
(٣) أخرجه البخاري (٤٧٤١) ، ومسلم (٢٢٢) ، وأحمد (٣/ ٣٢- ٣٣) ، والسياق المذكور هو للبخاري كما أشار المؤلف رحمه الله، وهذا الحديث موافق- من حيث دلالته على هذه الصفة - لقوله تعالى {هل أتاك حديث موسى. إذ ناداه ربه} والنداء لا يصح على ما ليس بحرف ولا صوت، يقول السجزي في رسالته إلى أهل زبيد ص ١٦٦: ((والنداء عند العرب صوت لا غير، ولم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أنه من الله غير صوت)) ، كما أنه يلزم من قول من ينفي الصوت أن الله لم يُسمع أحداً من ملائكته أو من رسله كلامه بل ألهمهم إياه، وحينئذ فأي فضل يكون لموسى على غيره من الرسل في وصفه كليم الله؟!
والعجيب أن الشيعة الاثني عشرية يرروون أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ((بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، حتى قلت: أنت خاطبتني أم علي؟)) فالنبي صلى الله عليه وسلم يشتبه عليه من الذي يخاطبه: الله أم علي؟!

ثم جاء في تكملة الرواية أن الله قال: ((يا أحمد أنا شيء لا كالأشياء، لا أقاس بالناس..)) وهذا جواب في غاية السقوط والتهافت فخطاب علي ولغته وصوته أليس من الأشياء؟! الجواب: بلى قطعاً، فإذن صار خطاب الله كخطاب علي رضي الله عنه، فما صنعت هذه العبارة شيئاً سوى ذر الرماد في العيون وبيان تهافتها وكذبها. انظر الرواية في: كشف الغمة للأربلي١ / ١٠٦، بحار الأنوار ٣٨ / ٣١٢، منهاج الكرامة لابن مطهر الحلي ص ١٢٥ ذاكراً إياها ضمن البراهين على الإمامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

<<  <  ج: ص:  >  >>