للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من سبقهم في التأويل من مبتدعة الجهمية والمعتزلة الذين صارت الشيعة عيالاً عليهم في مخالفة النصوص بالتأويل كما تقدم عن بعض متعصبيهم في تفسير حديث افتراق هذه الأمة إلى ٧٣ فرقة؛ إذ حاول جعل هذه الفرق كلها من الشيعة؛ ليخرج أهل السنة عن عداد أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وجملة القول: أن ما طعن به الرافضي العاملي على ابن تيمية والوهابية من إثبات ما ورد في الكتاب والسنة من صفات الله تعالى بدون تأويل هو أصل مذهب أهل السنة من الصحابة والتابعين وأئمة الأمصار كما ثبت في كتب السنة التي صُنِّفَت قبل ابن تيمية وفي عصره وبعده، ومنها كتب خاصة في إثبات علو الله على خلقه.

وهذا الرافضي أراد أن يطعن في أهل السنة ويُبْطل عقائدهم، وأن يَرُوج طعنه عند عوام المسلمين فحصر مذهب السنة في الوهابية (١) ، وزعم أنه لا سلف لهم فيه إلا ابن تيمية وتلاميذه، وأن علماء المسلمين كفروه لقوله بها، والصحيح أن هؤلاء كانوا أظهر أنصار السنة كل في عصره، وهذا عصر الوهابية منذ ظهروا إلى اليوم.


(١) إن أولئك المتعصبين المتلونين من الاثني عشرية لا يستطيعون التصريح بمهاجمة عامة المسلمين، فكان المخرج الوحيد الذي يجدونه هو مهاجمة أهل السنة والجماعة من خلال استغلال اسم الوهابية، فنراهم يحتقرون التاريخ الإسلامي العظيم الذي صنعه أهل السنّة باسم الرد على الوهابية، ويطعنون في الصحابة باسم الرد على الوهابية، ويقتلون أهل السنة في العراق وفي غيرها باسم محاربة البعثيين والوهابية، ويطعنون في أئمة أهل السنة من محدثين وفقهاء وبالمرويات الصحيحة باسم الوهابية!

<<  <  ج: ص:  >  >>