للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سعرها. فلم يجد في الخزانة منها إلا القليل. فأمر أن تشترى ممن هي عنده، فامتنعوا. فكشف حواصلهم بوالي الشرطة، فشكوا إليه أن الشرطة تمد أيديهم إلى أمتعتهم. فأمر القاضي مجد الدين أن يحضر لضبط ذلك، ومنع التعرض لغير الفلوس. وأمر بدفع ثمن الفلوس لمن حضر من أصحابها من التجار. ومن لم يحضر يقبض حاصله ويكتب باسمه وُصُول إلى أن يحضر.

وكان القاضي مجد الدين - فيما قيل - يبالغ في الضبط، ولا يرخص لأحد من أصحاب الفلوس في إخفاء شيء منها، حتى كان العوام يقول قائلهم: إن والي الشرطة كان أرفق بهم منه.

ولمّا استقرت الدولة المؤيدية، كان يبلغه سيرة المذكور فلم يتعرض له، إلى أن قدم القاضي علاء الدين بعد قتل نيروز بسنة، فصُرف القاضي مجد الدين عن القضاء، واستقر ابن المغلي في وظيفة القضاء. واقترح أن يكون على قاعدة القاضي ناصر الدين

بنصر الله فلزم من ذلك أن عز القاضي مجد الدين من جميع التداريس التي كانت معه، ولما ولي القضاء على قاعدة من قبله. فبعد أيام قليلة شغر تدريس الجمالية الجديدة عن أبي الفتح الباهي، فولاه السلطانُ لمجد الدين، فباشره حتى مات في يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة سنة ست وعشرين وثمانمائة.

السائب بن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيّب، بالتثقيل، بن خزيمة بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي القرشي العامري.

لأبيه هشام صحبة، وكان جدّه عمرو أخا نضلة بن هاشم بن عبد المناف لأمه. فكان هاشم لذلك يواصل بني هاشم، لما حصروا في الشَّعب. وكان يأتيهم بالطعام ليلاً، ثم كان ممن سعى في نقض الصحف التي كتبت عليهم. ويقال إن للسائب رؤية، بل لا يبعد أن يكون له صحبة، فإنه شهد فتح مصر، وكانت سنة عشرين، وأسلم أبوه يوم الفتح سنة ثمان، فقد كان يوم الفتح مُمَيْزاً وتبع أباه في الإسلام. ثم كل من كان بمكة موجوداً من قريش في حجة الوداع، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع خطبته بمنى.

<<  <   >  >>