للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجلس مع الخصم، ودفع إلى الوكيل كتابَ الصداق فقرأته عليه فقلت: يُقِرّ أمير المؤمنين بما فيه؟ قال: نعم. قلت: رأى في الكتاب شروطاً مُوكَّدةً وبها يتم النكاح بينكما. أرأيت يا أمير المؤمنين لو خطبتَ إليهم ولن تشتطرط لهم هذه الشروط أكانهوا مُزَوَّجِيك؟ قال: لا، قلتك فبهذا الشرط تم النكاح، وأنت أحق من وفى لها بشرطها. قال: قد عِلمتُ إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم علي. قال: فقلت له: أَعْظِمْ جائزتي وأَطلقْ سبيل. قال: جائزتك علي من حَكمْتَ له. قال: ثم أمر لي بخلعة وجائزة.

قال: ثم أمر أبو جعفر باحتباس غوث بن سليمان ليحكم بين أهل الكوفة فقال له غَوْث: يا أمير المؤمنين، ليس البلدَ بلَدي، ولا معرفة لي بأهله، فإذا أنا ناديت من له حاجة بخصومة فلم يأتِ أحدٌ أتأذن لي يا أمر المؤمنين في الرجوع بلدي؟ قال: نعم. قال: فجلس غَوْث يحكم ثم نادى بعد فانقطعت عنه الخصوم فرجع إلى مصر.

وقال غير أبي عمر: كان من الشرط أنه لا يتسرى، ولا يتزوج عليها، فأكدت عليه ذلك، وأشهدت شهوداً. فبقي عشر سنين من سلطانه كذلك. فكان يكتب إلي الفقيه بعد الفقيه ليفتيه برخصة، إذا علمت المرأة بذلك أرسل إلى ذلك الفقيه بمال، وتسأله أن لا يفتيه فيه برخصة. قال: فلم يزل على ذلك حتى ماتت، فبلغه وفاتها وهو بحولان فأهديت إليه في تلك الليلة مائة بكر. ولم يزل غوث بن سليمان على ولايته هذه إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة، وكانت ولايته الأخيرة سنة واحدة، وصلى عليه موسى بن مُصْعَب الخَثْعَمِي أمير مصر.

وكانت ولاية غَوْث الثانية بعد صرف ولم يزل غوث بن سليمان على ولايته هذه إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة، وكانت ولايته الأخيرة سنة واحدة، وصلى عليه موسى بن مُصْعَب الخَثْعَمِي أمير مصر.

وكانت ولاية غَوْث الثانية بعد صرف إسماعيل بن اليسع الكوفي في خلافة المهدي في سنة ست وستين فكانت مدة عزله ثلاثاً عشريناً سنة، صرف سنة أربع وأربعين وأعيد سنة سبع وستين، وعاش بعد العود سنة واحدة.

<<  <   >  >>