للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابن القاضي شمس الدين الخويي الأصل منسوب إلى خُوَي - بمعجمة مصغر - مدينة من أذربيجان الدمشقي المولد شافعي من المائة السابعة.

ولد في رجب سنة ست وعشرين وستمائة، وسمع من ابن الزَّبيدي، وابن صالح، وأبي المُنجَّا ابن اللَّتِّي، والعَلَم السخاوي، وابن الصلاح وغيرهم.

ورحل إلى بغداد، ثم إلى خراسان، وأخذ عن القطب تلميذ الفخر الرازي، والعلاء الطاوُسي وغيرهما.

ومهر في الفقه والكلام والطب والأدب.

وروى عنه التاج ابن أبي جعفر، وعمر بن الحاجب، وجمال الدين ابن الصابوني، وغيرهم.

وقطن دمشق، ثم دخل القدس قاضياً، ثم جفل إلى الديار المصرية في الفتنة العظمى بهولاكو، فولى قضاء الغربية فأقام بالمحلة مدة، ثم ولي قضاء القاهرة والوجه البحرين مشاركاً للوجيه البهنسي حسب سؤال البهنسي، فإن أنهى إلى السلطان أنه لا يقوى عل قضاء الإقليمين فقرر الخوَيي معه، صار كل منهما مستقلاً بعمله.

نقلت ذلك من تاريخ الجزري التاجر. وذكره القطب الحلبي في تاريخ مصر فقال: كان إماماً جامعاً لعدة فنون، وصنف شرح " فصول " ابن معطي في النحو، والملخص للقابسي، والمطلب الأسمى في إمام الأعمى، ونظم (علوم الحديث) لابن الصلاح، و (كفاية المتحفظ) و (الفصيح) لثعلب.

وكان حسن الأخلاق سخي النفس جميل المحاضرة، حسن المعتقد على طريق السلف، سليم الفطرة، جميل الهيئة، كثير التواضع، كثير الإقبال على أهل العلم، شديد الميل إليهم، ديناً مهيباً منصفاً منقطع القرين في زمانه. وله نظم لطيف فمنه.

أضحى على تركي المدام يلومني ... فأجبته لما أطالَ مَلامِي

العقلُ أنفس حِلْيَةٍ يسكو الفتى ... فخرا فكيف أزيله بحرامِ

وله:

بخفي لطلفك كلَّ سوء أتقى ... فَامْنُن بإرشادي إليه ووفِّقِ

أحسنتَ في الماضي وإن واثقٌ ... بك أن تجودَ عليَّ فيما قد بقي

<<  <   >  >>