للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

باب ورفع بفاحش الكلام الصوت وقال ما بعد الموت موت فسأل الملك أحد الوزراء ماذا يقول من الافتراء هذا الظالم المجتري الباغي المفتري فقال يدعو بدوام البقاء ورفعة مولانا الملك والارتقاء ويقول ما أحسن العفو عند المقدرة واللطف والكرم أيام الميسرة وإن لم ثم مجال للمعذرة ولو جعل العفر شكر المقدرة لكان أولى وأعلى مقاماً في مكارم وأحلى كما قيل: ما أحسن العفو من القادر لا سيما لغير ذي ناصر

ويترجم على أسلاف مولانا السلطان الذين كان شيمتهم العفو عن ذوي العصيان وكان ذلك منتهى لذتهم وغاية أمنيتهم وما أجدر مولانا الملك أن يحيي مكارم سلفه ويجعل العفو كلمة باقية في خلفه ولا زال يقول من هذا المقول حتى لان له القلب القاسي ورق له قلب الملك الجاسي فأمر بإطلاقه ومن عليه بإعتاقه وكان أحد الوزراء وأركان الأمراء شخص يعاكس هذا الوزير ويناقضه فيما يراه ويشير وبينهما مرت أسباب عداوة أحلى في مذاق طبعهما من الشهد والحلاوة كل مترصد للآخر زلة متوقع لإيقاعه في شبكة البلاء غفلة فحين رأى شقة الحال نسجت على هذا المنوال وجد فرصة للمقال فتقدم وقال ما أحسن الصدق وأيمن كلام الحق خصوصاً في حضرة المخدوم وهذا أمر معلوم عدو مبين وحسود مهين لم يترك من أنواع العداوة شيئاً إلا تعاطاه ولا من الإفساد والشر صنفاً إلا هياه قد أهلك الحرث والنسل وبدل جنتي الصلاح من الفساد بخمط وأثل إلى أن أمكن الله تعالى منه وحان تفريغ الخواطر الشريفة عنه ثم أنه في

<<  <   >  >>