للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتباعهم بين أيديهم، أو يجرونهم وراءهم يقدُمونهم يوم الدين، فيوردونهم النار، كما يَقْدُم فرعونُ قومه، قال الله عزّ وجلّ في سورة (هود/١١ مصحف/٥٢ نزول) :

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}

تحديد مفهوم التقدّم:

التقدم - بالتحليل اللغوي والمنطقي - هو كلمة عامة غير محددة الاتجاه، فهي تصلُح للتقدم في كل اتجاه.

وأما قيمة التقدّم فتكشفها غاية مسيرته، فإن كانت الغاية سعادة وخيراً، وكان التقدم فضيلة وعقلاً، وإن كانت الغاية شقاءً وشراً، كان التقدم رذيلة وجهلاً وحماقة، وإن كان التقدم إلى ما لا فائدة فيه ولا مضرة، كان التقدم جهداً ضائعاً، يخسر فيه المتقدم عمراً وطاقة، والعمر والطاقة هما رأسمال الإنسان في حياته.

وهكذا يُقوِّم التقدّم بغاية المسيرة فيه، فليس له لون واحد ثابتٌ يُقوَّمُ به، إنه مثل إناء الزجاج الصافي الشفاف، الذي لا لون له، فهو يتلوَّن بلون ما يوضع فيه.

أفيشرب الإنسان أي شرابٍ من إناء زجاجي شفاف، لمجرد كونه إناءً زجاجياً؟!.

أفلا يمكن أن يكون الذي قد وضع فيه هو سمٌّ قاتل؟!.

ما هكذا يتصرف الحذِرُ العاقل.

الرجعية:

ونظير كلمة التقدمية كلمة "الرجعية" فقد استغل المضللون فيها معنىً أولياً ساذجاً، ينفرُ الساذج منه لأول وهلة، فهو يكره أن يُتَّهم بأنه يرجع إلى

<<  <   >  >>