للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقلانية والتحرير والتسامح إلا بالثورة والاستيلاء على مقاليد الحكم، وإعلان ديكتاتورية الأقليّة.

* ووسيلة الصفوة إلى ذلك القوى الثورية الحقيقية، وتتألف عالمياً من الحركات الطلابية، وأنصار جهات التحرير والثورة الثقافية.

وخصص "ماركوز" جزءاً من فلسفته، للثورة الطلابية، ونوّه بطابعها الجمالي الذي زعمه، وبلغتها التي أطلق عليها اسم لغة الروح ولغة الثقافة "الهبيّة".

* وتبرز في اليسار الذي ينتمي إليه "ماركوز" عناصر المنبوذين، والخارجين على تقاليد المجتمع، ولا يقيمون وزناً لدين أو خلق أو عرف أو تقاليد أو عادات أو قواعد اجتماعية، ويعرفون بالهيبيين، والبوهيميين.

* وطبيعيٌّ أن تستغل الثورة عند قيامها كل المضطهدين والمستغلين من قبل مجتمعاتهم، لأي سبب من الأسباب، مع كل المجرمين في الأرض، لتحقق أهدافها.

(٤)

كشف الزيف

١- إن أفكار "ماركوز" التي سبق عرض أهمها، لا تحتاج فيما أرى إلى باحث متعمق يكشف زيوفها، فكلها زيوف، وما فيها من صدق لا يتعدى بعض أوصاف ذكرها لواقع المجتمعات الغربية، وبعض أفكار.

٢- على أن الفكرة الأساسية التي أظهر حماسته من أجلها، وأراد إقامة الثورات على نظم المجتمعات الغربية وإدارتها، بسبب حرمان جماهير هذه المجتمعات منها، وهي ما أسماه بالاحتياجات الحقيقية إلى الحرية الحقيقية، في أن يكون الإنسان سيد نفسه بنفسه، لا سلطان لأحد عليه، وهي التي حرمته منها نظم المجتمعات الغربية وإدارتها، وجعلته

<<  <   >  >>