للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخطئات هي المسيطرة على الفكر والنفس، وعندئذٍ لا تكون النفوس مستعدة لتقبل أية بيانات تصحيحية تميز بين الحق والباطل، والخير والشر، وتضع كل أمر في موضعه، وتكشف أن التقدم المادي والعلوم الصناعية، إنما تقدم للناس وسائل حضارية مرتقية، صالحة لأن تستعمل في الخير مرة، ولأن تستعمل في الشر أخرى، ولا يضبط توجيهها شطر الخير ويلجمها عن الشر، ما في العلوم المادية والصناعية من قوانين، فهي من دون الإيمان بالله واليوم الآخر، وأحكام الشرائع الربانية، قد تكون بعد حين وسائل تدمير شامل لمظاهر الحضارة نفسها، وللإنسانية كلها، بعد تعمير كثير يقوم بها.

لقد كانت هذه الفتنة بالحضارة الأوروبية المادية، وبما رافقها من انبهار بمنجزات هذه الحضارة، مناخاً ملائماً جداً لزحف كل ما لدى الغربيين، من سلوك، وأفكار وعادات، ومذاهب فكرية حديثة، مناقضة لمبادئ الإسلام، ومفاهيمه وشرائعه وأخلاقه ونظمه وسائر تعاليمه الحقة.

* * *

<<  <   >  >>