للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} .

يقول دايل كارنيجي: «لقدْ أثبت الإحصاءُ أنّ القَلَقَ هو القائلُ (رقم١) في أمريكا، ففي خلالِ سنِّي الحربِ العالميةِ الأخيرةِ، قُتِلَ من أبنائِنا نحو ثُلُثِ مليون مقاتلٍ، وفي خلالِ هذه الفترةِ نفسِها قضى داءُ القلبِ على مليونيْ نسمةٍ. ومن هؤلاءِ الأخيرين مليونُ نسمةٍ كان مرضهُمْ ناشئاً عنِ القلقِ وتوتُّرِ الأعصابِ» .

نعمْ إنَّ مرض القلبِ من الأسباب الرئيسيةِ التي حدتْ بالدكتورِ «ألكسيس كاريل» على أن يقول: «إن رجال الأعمالِ الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق، يموتون مبكِّرين»

والسببُ معقولٌ، والأجلُ مفروغٌ منه: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً} .

وقلَّما يمرضُ الزنوجُ في أمريكا أو الصينيون بأمراضِ القلبِ، فهؤلاءِ أقوامٌ يأخذون الحياة مأخذاً سهلاً ليِّناً، وإنك لترى أن عدد الأطباءِ الذين يموتون بالسكتةِ القلبيةِ يزيدُ عشرين ضِعْفاً على عددِ الفلاحين الذين يموتون بالعلَّة نفسِها، فإنَّ الأطباء يحيوْن حياةً متوترةً عنيفةً، يدفعون الثمن غالياً. «طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ» !!

<<  <   >  >>