للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فُرِغ من القضاءِ

سألَ أحدُ المرضى بالهواجسِ والهمومِ طبيب القلقِ والاضطرابِ، فقال له الطبيبُ المسلمُ: اعلمْ أنَّ العالم قدْ فرغَ منْ خلقِهِ وتدبيرِه، ولا يقعُ فيهِ حركةٌ ولا هَمْسٌ إلا بإذن اللهِ، فلِم الهمُّ والغمُّ؟! ((إنَّ الله كتب مقادير الخلائقِ قبل أنْ يَخْلُقَ الخلْق بخمسين ألف سنةٍ)) .

قال المتنبي على هذا:

وتعْظُمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها ... وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائِمُ

طَعْمُ الحريَّةِ اللذيذُ

يقولُ الراشدُ في كتابِ (المسار) : منْ عندَهُ ثلاثمائةٍ وستون رغيفاً وجرَّة زيتٍ وألفٌ وستمائة تمرة، لم يستعبدْه أحدٌ.

وقال أحدُ السلفِ: منِ اكتفى بالخبزِ اليابسِ والماءِ، سلِم من الرِّقِّ غلا للهِ تعالى {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى} .

قال أحدُهم:

أطعتُ مطامعي فاستعبدتني ... ولوْ أني قِنِعْتُ لكنتُ حراً

وقال آخرُ:

أرى أشقياء الناسِ لا يسأمونها ... على أنَّهمْ فيها عُراةٌ وجُوَّعُ

أراها وإنْ كانتْ تسُرُّ فإنها ... سحابةُ صيفٍ عنْ قليلٍ تقشَّعُ

<<  <   >  >>