للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استسلمْ للقدر قبْل أن تطوّق بجيش السُّخْط والتذمُّر والعويل، اعترفْ بالقضاءِ قبْل أن يدهمك سيْلُ النَّدمِ، إذاً فليهدأ بالُك إذا فعلت الأسباب، وبذلت الحِيل، ثم وقع ما كنت تحذرُ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع، ولا تقُلْ ((لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّر اللهُ وما شاء فعلْ)) .

{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}

يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ، وبعْدَ المرض عافيةٌ، سوف يصلُ الغائبُ، ويهتدي الضالُّ، ويُفكُّ العاني، وينقشعُ الظلامُ {فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} .

بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال، ومسارب الأوديةِ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ، ولمُحِ البصرِ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ.

إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.

إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ.

مع الدمعةِ بسمةٌ، ومع الخوفِ أمْنٌ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ.

النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ {بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} .

<<  <   >  >>