للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في مذكراتِ الهالكِ (موشى ديان) بعنوان (السيفُ والحكمُ) : كان يطيرُ من دولةٍ إلى دولةٍ، ومنْ مدينةٍ إلى مدينةٍ، نهاراً وليلاً، سرّاً وجهراً، ويحضرُ الاجتماعاتِ، ويعقدُ المؤتمراتِ، وينسِّقُ الصَّفقاتِ، والمعاهدات، ويكتبُ المذكّراتِ. فقلتُ: واحسرتاهُ، هذا جَلَدُ إخوانِ القردةِ والخنازيرِ، وذاك عَجْزُ كثيرٍ من المسلمين، ولكنْ هذا جلدُ الفاجرِ وعَجْزُ الثقةِ.

لو كنتُ منْ مازنٍ لم تستبِحْ إبِلي ... بنو اللَّقطيةِ مِنْ ذُهْلِ بنِ شيْبانا

لقدْ حارب عمرُ العطالة والبطالة والفراغ، وأخرج شباباً سكنوا المسجد، فضربهم وقال: اخرجوا واطلبوا الرِّزق، فإنَّ السماء لا تمطرُ ذهباً ولا فضةً. إنَّ مع الفراغ والعطالةِ: الوساوس والكدَرَ والمرضَ النفسيَّ والانهيارً العصبيَّ والهمَّ والغمَّ. وإنَّ مع العملِ والنشاطِ: السرور والحُبُور والسعادة. وسوف ينتهي عندنا القلقُ والهمُّ والغمُّ، والأمراضُ العقليَّةُ والعصبيَّةُ والنفسيَّةُ إذا قام كلٌّ بدورِهِ في الحياةِ، فعُمِلتِ المصانعُ، واشتغلتِ المعاملُ، وفتحتِ الجمعيّاتُ الخيريَّةُ والتعاونيَّةُ والدعويَّةُ، والمخيماتُ والمراكزُ والمُلتقياتُ الأدبيَّةُ، والدَّوراتُ العلميَّةُ وغَيْرُها.. {وَقُلِ اعْمَلُواْ} ، {فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} ، {سَابِقُوا} ، {وَسَارِعُواْ} ، ((وإن نبيَّ اللهِ داود كان يأكلُ من عملِ يدِه)) .

وللرّاشدِ كتابٌ، بعنوان (صناعةُ الحياةِ) ، تحدَّث عنْ هذهِ المسالةِ بإسهابٍ، وذَكَرَ أنَّ كثيراً من الناسِ لا يقومون بدورِهم في الحياةِ.

<<  <   >  >>